[ ص: 446 ] ثم دخلت
فيها أمر بعمارة مسجد الحربية وكسوته القادر بالله ، وأن يجرى مجرى الجوامع في الخطب وغيرها ، وذلك بعد أن استفتى العلماء في جواز ذلك ، فلما أفتوه به فعله ، وأمر به . سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة
قال : أدركت الجمعة تقام الخطيب البغدادي ببغداد في مسجد المدينة ومسجد الرصافة ، ومسجد دار الخلافة ، ومسجد براثا ، ومسجد قطيعة أم جعفر ، ومسجد الحربية ، قال : ولم يزل الأمر على هذا إلى سنة إحدى وخمسين وأربعمائة ، فتعطلت في مسجد براثا .
وفي جمادى الأولى فرغ من الجسر الذي بناه بهاء الدولة في مشرعة القطانين ، واجتاز عليه هو بنفسه ، وقد زين المكان واحتفل به . وفي جمادى الآخرة شغبت الديالم والأتراك لتأخر العطاء عنهم ، وغلاء الأسعار وراسلوا بهاء الدولة ، فأزيحت أعذارهم وعللهم .
وفي يوم الخميس الثاني من ذي الحجة من هذه السنة تزوج الخليفة سكينة بنت بهاء الدولة ، على صداق مائة ألف دينار ، وكان وكيل أبيها الشريف [ ص: 447 ] أبو أحمد الموسوي ، وقد توفيت هذه المرأة قبل دخول الخليفة بها .
وفي هذه السنة ابتاع الوزير أبو نصر سابور بن أزدشير دارا بالكرخ ، وجدد عمارتها وبيضها ، ونقل إليها كتبا كثيرة ، ووقفها على الفقهاء ، وسماها دار العلم ، وأظن أن هذه أول مدرسة وقفت على الفقهاء ، والله أعلم . وارتفعت الأسعار في أواخر هذه السنة جدا ، وضاق الحال ، وجاع العيال .