العباس بن الحسين ، أبو الفضل الشيرازي
الوزير لعز الدولة بختيار بن معز الدولة بن بويه ، وكان من المتعصبين للسنة ، عكس مخدومه ، فعزله ، وولى محمد بن بقية البابا كما تقدم ، وحبس هذا ، فقتل في محبسه في ربيع الآخر منها ، عن تسع وخمسين سنة ، وكان فيه ظلم وحيف ، فالله أعلم .
أبو بكر عبد العزيز بن جعفر بن أحمد الفقيه الحنبلي
المعروف بغلام [ ص: 351 ] الخلال ، أحد مشاهير الحنابلة الأعيان ، وممن صنف وجمع وناظر ، وسمع الحديث من وطبقته ، وكان عمره يوم توفي فوق الثمانين . أبي القاسم البغوي
قال : وله " المقنع " في مائة جزء ، و " الشافي " في ثمانين جزءا ، و " زاد المسافر " ، و " الخلاف مع ابن الجوزي " وكتاب " القولين " و " مختصر السنة " وغير ذلك في التفسير والأصول . الشافعي
علي بن محمد ، أبو الفتح البستي
الشاعر المشهور ، له ديوان جيد قوي ، له في المطابقة والمجانسة يد طولى ، ومبتكرات أولى ، وقد ذكر في " المنتظم " من ذلك قطعة كبيرة مرتبة على حروف المعجم ، فمن ذلك قوله : ابن الجوزي
إذا قنعت بميسور من القوت بقيت في الناس حرا غير ممقوت يا قوت يومي إذا ما در خلفك لي
فلست آسى على در وياقوت
[ ص: 352 ]
يا أيها السائل عن مذهبي ليقتدى فيه بمنهاجي
منهاجي العدل وقمع الهوى فهل لمنهاجي من هاجي
أفد طبعك المكدود بالجد راحة تجم وعلله بشيء من المزح
ولكن إذا أعطيت ذلك فليكن بمقدار ما تعطي الطعام من الملح
إذا خدمت الملوك فالبس من التوقي أعز ملبس
وادخل عليهم وأنت أعمى واخرج إذا ما خرجت أخرس
إذا شئت أن تلقى عدوك راغما وتقتله هما وتحرقه غما
فسام العلا وازدد من الفضل إنه من ازداد فضلا زاد حاسده غما
إن أسيافنا العضاب الدوامي صيرت ملكنا طويل الدوام
لم نزل نحن في سداد ثغور واصطلام الأعداء من وسط لام
[ ص: 353 ] واقتحام الأهوال من وقت حام واقتسام الأموال من وقت سام
يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته أتطلب الربح مما فيه خسران
أقبل على النفس واستكمل فضائلها فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
له ديوان مشهور ، استنابه أخوه سيف الدولة على حران ومنبج ، فقاتل مرة الروم فأسر ، ثم استنقذه سيف الدولة ، واتفق موته في هذه السنة عن ثمان وأربعين سنة ، وله شعر رائق ومعان حسنة . وقد رثاه أخوه سيف الدولة :
المرء نصب مصائب لا تنقضي حتى يوارى جسمه في رمسه
فمؤجل يلقى الردى في غيره ومعجل يلقى الردى في نفسه
من يتمن العمر فليتخذ صبرا على فقد أحبائه
ومن يعمر يلق في نفسه ما يتمناه لأعدائه
وذكر من شعر أبي فراس أشياء حسنة ، فمن ذلك قوله في قصيدة :
سيفقدني قومي إذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
ولو سد غيري ما سددت اكتفوا به وما كان يغلو التبر لو نفق الصفر
إلى الله أشكو أننا في منازل تحكم في آسادهن كلاب
فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب