أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم بن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الله بن مروان بن محمد بن مروان بن الحكم الأموي [ ص: 308 ] الأصبهاني
صاحب كتاب " الأغاني " وكتاب " أيام العرب " ذكر فيه ألفا وسبعمائة يوم من أيامهم ووقائعهم ، وكان شاعرا أديبا كاتبا ، عالما بالأخبار وأيام الناس ، إلا أنه كان يتشيع .
قال : ومثله لا يوثق به ; فإنه يصرح في كتبه بما يوجب عليه الفسق ، ويهون شرب الخمر ، وربما حكى ذلك عن نفسه ، ومن تأمل كتاب " الأغاني " رأى كل قبيح ومنكر . وقد روى الحديث عن ابن الجوزي محمد بن عبد الله مطين وخلق ، وروى عنه وغيره . الدارقطني
توفي في ذي الحجة من هذه السنة . وقال ابن خلكان وقيل : في التي بعدها ، وكان مولده في سنة أربع وثمانين ومائتين ، التي توفي فيها البحتري الشاعر . وقد ذكر له مصنفات عديدة ; منها " الأغاني " " والديارات " ، و " أيام العرب " ، وغير ذلك .
، صاحب سيف الدولة بن حمدان حلب أبو الحسن علي بن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان بن حمدون التغلبي الربعي
الملقب بسيف [ ص: 309 ] الدولة ، أحد الأمراء الشجعان ، والملوك الكثيري الإحسان ، على ما كان فيه من تشيع ، وقد ملك دمشق في بعض الأوقات ، واتفق له أشياء غريبة ; منها أن خطيبه كان مصنف " الخطب النباتية " أحد الفصحاء البلغاء ، وشاعره المتنبي ، ومطربه أبو نصر الفارابي . وكان كريما جوادا معطيا للجزيل .
ومن شعره في أخيه ناصر الدولة صاحب الموصل :
رضيت لك العليا وقد كنت أهلها وقلت لهم بيني وبين أخي فرق وما كان لي عنها نكول وإنما
تجاوزت عن حقي فتم لك الحق أما كنت ترضى أن أكون مصليا
إذا كنت أرضى أن يكون لك السبق
قد جرى في دمعه دمه فإلى كم أنت تظلمه
رد عنه الطرف منك فقد جرحته منك أسهمه
كيف يستطيع التجلد من خطرات الوهم تؤلمه
[ ص: 310 ] وذكر ابن خلكان شيئا كثيرا مما قاله سيف الدولة وقيل فيه ، قال : ولم يجتمع بباب أحد من الملوك بعد الخلفاء ما اجتمع ببابه من الشعراء . وقد أجاز لجماعة من الكبار منهم ; كالمتنبي والخالديين ، والسري الرفاء ، والنامي ، والببغاء ، والوأواء ، وغيرهم . وذكر ابن خلكان أنه ولد سنة ثلاث - وقيل : إحدى - وثلاثمائة ، وأنه ملك حلب بعد الثلاثين وثلاثمائة ، وكان قبل ذلك يملك واسطا ونواحيها ، ثم تنقلت به الأحوال حتى ملك حلب - انتزعها من يد أحمد بن سعيد الكلابي صاحب الإخشيد - وملك دمشق في وقت . وقد قال يوما لندمائه : أيكم يجيز قولي ، وما أظن أحدا منكم يجيزه :
لك جسمي تعله فدمي لم تحله
قال إن كنت مالكا فلي الأمر كله
كافور الإخشيدي
مولى محمد بن طغج الإخشيد وقد قام [ ص: 311 ] بالأمر من بعده مولاه لصغر أولاده ، فملك كافور مصر ودمشق ، وناوأ سيف الدولة وغيره .
وقد كتب على قبره :
انظر إلى غير الأيام ما صنعت أفنت أناسا بها كانوا وما فنيت
دنياهم ضحكت أيام دولتهم حتى إذا فنيت ناحت لهم وبكت
اللغوي الأموي مولاهم ; لأن سليمان هذا كان مولى لعبد الملك بن مروان ، والقالي نسبة إلى قاليقلا ويقال : إنها أرزن الروم ، فالله أعلم .
وكان مولده بمنازجرد من أرض الجزيرة من ديار بكر وسمع الحديث على وغيره ، وأخذ النحو واللغة عن أبي يعلى الموصلي ابن دريد وأبي بكر بن الأنباري ونفطويه وغيرهم ، وصنف " الأمالي " وهو مشهور ، وكتاب " البارع " على حروف المعجم ، في خمسة آلاف ورقة ، وغير ذلك من المصنفات في اللغة .
ودخل بغداد وسمع بها ، ثم ارتحل إلى قرطبة فدخلها في سنة ثلاثين [ ص: 312 ] وثلاثمائة ، واستوطنها ، وصنف كتبا كثيرة فيها ، إلى أن توفي بها في هذه السنة عن ثمان وستين سنة . قاله ابن خلكان
وفيها أبو علي محمد بن إلياس
صاحب بلاد توفي كرمان ومعاملاتها ، فأخذ عضد الدولة بن ركن الدولة بلاد كرمان من أولاد محمد بن إلياس ، وهم ثلاثة ; اليسع ، وإلياس ، وسليمان .
والملك الكبير وشمكير ، كما قدمنا ذكره في هذه السنة .
وممن توفي فيها من الملوك :
الحسن بن الفيرزان صاحب بلاد جرجان
ومعز الدولة بن بويه الديلمي ، كما تقدم ذكره
وسيف الدولة بن حمدان
صاحب حلب كما قدمنا ذكر ذلك .
قال : وفيها هلك النقفور ملك ابن الأثير الروم ، يعني الدمستق ، صاحب بلاد الأرمن ، وقد ذكرنا ترجمته وما ورد عنه من الشعر ، وأوردنا جوابها للإمام العلامة ، رحمه الله تعالى . أبي محمد بن حزم الفقيه الظاهري
وممن توفي بها في قول كافور الإخشيدي ابن خلكان .