وممن توفي في هذه السنة من الأعيان أيضا :
أبو حاتم البستي بن حبان ، صاحب الصحيح .
محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد أبو حاتم البستي
صاحب " الأنواع والتقاسيم " ، وأحد الحفاظ الكبار المصنفين المجتهدين ، رحل إلى البلدان وسمع الكثير من المشايخ ، ثم ولي قضاء بلده ، ومات بها في هذه السنة ، وقد حاول بعضهم الكلام فيه من جهة معتقده ، ونسبه إلى القول بأن النبوة مكتسبة ، وهي نزعة فلسفية ، والله أعلم بصحتها عنه . وقد ذكرته في " طبقات الشافعية " .
، أبو بكر بن مقسم محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن بن الحسين بن مقسم
العطار المقرئ ، ولد سنة خمس وستين ومائتين ، وسمع الكثير من [ ص: 282 ] المشايخ ، وروى عنه وغيره ، وكان من أعرف الناس بالقراءات ، وله كتاب في النحو على طريقة الكوفيين ، سماه كتاب " الأنوار " . الدارقطني
قال : ما رأيت مثله ، وله تصانيف أخرى ، ولكن تكلم الناس فيه بسبب تفرده بقراءات لا تجوز عند الجميع ، وكان يذهب إلى أن كل ما لا يخالف الرسم ويسوغ من حيث المعنى واللفظ ، تصح القراءة به ، كقوله تعالى : ابن الجوزي فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا [ يوسف : 80 ] أي يتناجون ، قال : لو قرئ نجيبا من النجابة لكان قويا . وقد ادعي عليه ، وكتب عليه مكتوب أنه قد رجع عن مثل ذلك ، ومع هذا لم ينته عما كان يذهب إليه حتى مات . قاله . ابن الجوزي
محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدويه بن موسى ، أبو بكر الشافعي
ولد بجبل سنة ستين ومائتين ، وسمع الكثير ، وسكن بغداد وكان ثقة ثبتا كثير الرواية ، سمع منه وغيره من الحفاظ ، وكان يحدث بفضائل الصحابة حين منعت الدارقطني الديلم من ذلك جهرة في الجامع بمدينة المنصور مخالفة لهم ، وكذلك في مسجده بباب الشام . وتوفي في هذه السنة عن أربع وتسعين سنة ، رحمه الله تعالى بمنه وكرمه .