[ ص: 242 ] ثم دخلت سنة تسع وأربعين وثلاثمائة
فيها ظهر رجل بأذربيجان من أولاد عيسى بن المكتفي بالله ، فتلقب بالمستجير بالله ، ودعا إلى الرضا من آل محمد ، وذلك لفساد دولة المرزبان في ذلك الزمان ، فاقتتلوا قتالا كثيرا ، ثم انهزم أصحاب المستجير ، وأخذ أسيرا فمات ، واضمحل أمره . ولله الحمد .
وفيها بلاد سيف الدولة بن حمدان الروم ، فقتل من أهلها خلقا كثيرا ، وفتح حصونا ، وأحرق بلادا كثيرة ، وسبى وغنم ، وكر راجعا ، فأخذت عليه دخل الروم الدرب فمنعوه من الرجوع ، ووضعوا السيف في أصحابه ، فما نجا في ثلاثمائة فارس إلا بعد جهد جهيد .
وفيها كانت فتنة عظيمة ببغداد بين الرافضة والسنة ، قتل فيها خلق كثير .
وفيها في آخرها توفي أنوجور بن الإخشيد صاحب مصر ، وقام بالأمر بعده أخوه علي .
وفيها مات أبو القاسم عبد الله بن أبي عبد الله البريدي الذي كان صاحب الأهواز وواسط .
وفيها رجع حجيج مصر من مكة فنزلوا واديا ، فجاءهم سيل فأخذهم [ ص: 243 ] كلهم ، فألقاهم في البحر عن آخرهم .
وفيها أسلم من الترك مائتا ألف خركاه ، فسموا ترك إيمان ، ثم خفف اللفظ بذلك ، فقيل : تركمان .