، أبو القاسم التنوخي علي بن محمد بن أبي الفهم
جد القاضي أبي القاسم التنوخي شيخ الخطيب ، ولد بأنطاكية ، وقدم بغداد فتفقه بها على [ ص: 217 ] مذهب أبي حنيفة ، وكان يعرف الكلام على طريقة المعتزلة ، ويعرف النجوم ، ويقول الشعر ، ولي القضاء بالأهواز وغيرها ، وقد سمع الحديث من البغوي وغيره ، وكان فهما ذكيا ، حفظ وهو ابن خمس عشرة سنة قصيدة في ليلة واحدة ، وهي ستمائة بيت ، وعرضها على أبيه صبيحتها ، فقام إليه وضمه وقبل بين عينيه ، وقال : يا بني ، لا تخبر بهذا أحدا لئلا تصيبك العين . لدعبل الشاعر
وذكر ابن خلكان أنه كان نديما للوزير المهلبي ، ووفد على ، فأكرمه وأحسن إليه ، وأورد له من شعره أشياء حسنة ، فمن ذلك قوله في الخمر : سيف الدولة بن حمدان
وراح من الشمس مخلوقة بدت لك في قدح من نهار هواء ولكنه جامد
وماء ولكنه غير جار كأن المدير له باليمين
إذا مال للسقي أو باليسار تدرع ثوبا من الياسمين
له فرد كم من الجلنار
[ ص: 218 ] هارون ، أبو بكر محمد بن موسى بن يعقوب بن المأمون بن الرشيد
ولي إمرة مكة في سنة ثمان وستين ومائتين ، وقدم مصر ، فحدث بها عن بموطأ علي بن عبد العزيز البغوي مالك ، وكان ثقة مأمونا . توفي بمصر في ذي الحجة من هذه السنة .