[ ص: 208 ] سنة أربعين وثلاثمائة
فيها عمان البصرة ليأخذها في مراكب كثيرة ، وجاء لنصره قصد صاحب أبو يعقوب الهجري ، فمانعه عنها الوزير أبو محمد المهلبي وصده عنها ، وأسر جماعة من أصحابه وسبى كثيرا من مراكبه ، فساقها معه في دجلة ، ودخل بها إلى بغداد في أبهة عظيمة ، ولله الحمد .
وفيها رفع إلى الوزير أبي محمد المهلبي رجل من أتباع أبي جعفر محمد بن علي بن أبي العزاقر الذي كان قتل على الزندقة ، كما قتل الحلاج وأن هذا الرجل يدعي ما كان يدعيه ابن أبي العزاقر ، وقد اتبعه جماعة من الجهلة ببغداد ، وصدقوه في دعواه الربوبية ، وأن أرواح الأنبياء والصديقين انتقلت إليهم ، ووجد في منزله كتب تدل على ذلك .
فلما تحقق أنه هالك ادعى أنه شيعي ليحظى عند ، وقد كان يحب معز الدولة بن بويه الرافضة - قبحه الله - فلما اشتهر ذلك لم يتمكن الوزير منه خوفا على نفسه من معز الدولة ، وأن تقوم عليه الشيعة ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، غير أنه [ ص: 209 ] احتاط على شيء من أموالهم ، فكان يسميها أموال الزنادقة .
قال : وفي رمضان وقعت فتنة عظيمة بسبب المذهب . ابن الجوزي