وممن توفي فيها من الأعيان :
النحوي أبو جعفر النحاس ، أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس [ ص: 201 ] أبو جعفر المرادي المصري النحوي
المعروف بالنحاس ، اللغوي المفسر الأديب ، له مصنفات كثيرة في التفسير وغيره ، وقد سمع الحديث ولقي أصحاب المبرد وكانت وفاته في ذي الحجة من هذه السنة .
قال ابن خلكان : لخمس خلون منها يوم السبت ، وكان سبب وفاته أنه جلس عند المقياس يقطع شيئا من العروض ، فظنه بعض العامة يسحر النيل ; لئلا يوفي ، فرفسه برجله فسقط ، فغرق ولم يدر أين ذهب . رحمه الله تعالى .
وكان قد أخذ النحو عن ، علي بن سليمان الأخفش وأبي بكر بن الأنباري ونفطويه وغيرهم ، وله مصنفات كثيرة مفيدة ; منها " تفسير القرآن " و " الناسخ والمنسوخ " و " شرح أبيات وأبي إسحاق الزجاج " ، ولم يصنف مثله ، و " شرح المعلقات " ، و " الدواوين العشرة " ، وغير ذلك . وروى الحديث عن سيبويه ، وكان بخيلا جدا ، وانتفع الناس به ، رحمه الله . النسائي
وفيها كانت وفاة الخليفة المستكفي بالله
عبد الله بن علي المكتفي بالله
وقد ولي الخلافة سنة وأربعة أشهر ويومين ، [ ص: 202 ] ثم خلع وسملت عيناه كما تقدم ذكره ، وكانت وفاته في هذه السنة وهو معتقل في داره ، وله من العمر ست وأربعون سنة وشهران .
علي بن حمشاذ بن سختويه بن نصر ، أبو الحسن المعدل
محدث عصره بنيسابور ، رحل إلى البلدان ، وسمع الكثير ، وحدث وصنف مسندا في أربعمائة جزء ، وله غير ذلك مع شدة الإتقان والحفظ وكثرة العبادة والصيانة والخشية لله ، عز وجل .
قال بعضهم : صحبته في السفر والحضر ، فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة .
وله تفسير في مائتي جزء ونيف ، دخل الحمام من غير مرض فتوفي فيه فجأة ، وذلك يوم الجمعة الرابع عشر من شوال من هذه السنة ، رحمه الله .
، أبو الحسن الواعظ البغدادي علي بن محمد بن أحمد بن الحسن
ارتحل إلى مصر ، فأقام بها حتى عرف بالمصري ، ثم رجع إلى بغداد ، وقد سمع الكثير ، وروى عنه وغيره ، وكان له مجلس وعظ يحضر فيه [ ص: 203 ] الرجال والنساء ، وكان يتكلم وهو متبرقع ; لئلا يرى النساء حسنه وجماله ، وقد حضر وعظه الدارقطني أبو بكر النقاش مستخفيا ، فلما سمع كلامه قام قائما وشهر نفسه ، وقال له : القصص بعدك حرام .
قال الخطيب : وكان ثقة أمينا عارفا ، جمع حديث الليث وابن لهيعة ، وله كتب كثيرة في الزهد . وكانت وفاته في ذي القعدة منها وله سبع وثمانون سنة .