وممن توفي فيها :
الحافظ الكبير ابن أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي
صاحب كتاب " الجرح والتعديل " وهو من أجل الكتب المصنفة في هذا الشأن ، وله التفسير الحافل الذي اشتمل على النقل الكامل ، الذي يربي فيه على تفسير الحافظ الكبير ابن جرير وغيره من المفسرين ، وله كتاب " العلل " المصنفة المرتبة على أبواب الفقه ، وغير ذلك من المصنفات النافعة ، وكان من العبادة والزهادة والورع والحفظ والكرامات الكثيرة المشهورة على جانب كبير ، رحمه الله تعالى ، وأكرم مثواه .
وقد صلى مرة ، فلما سلم ، قال له رجل من بعض من صلى معه : لقد أطلت علينا ، وقد سبحت في سجودي سبعين مرة ، فقال عبد الرحمن : لكني والله ما سبحت إلا ثلاث مرات . وتهدم سور بعض بلاد الثغور فتكلم يوما على الناس وحثهم على عمارته ; فقال : من يعمره وأضمن له على الله الجنة ؟ فقام رجل من التجار ، فقال : اكتب لي بخطك هذا الضمان ، وهذه ألف دينار لعمارته . فكتب له رقعة بذلك ، وعمر ذلك السور . ثم اتفق موت ذلك الرجل عما قريب ، فلما حضر الناس جنازته طارت من كفنه رقعة ، وهي [ ص: 114 ] التي كان كتبها عبد الرحمن بن أبي حاتم ابن أبي حاتم ، وإذا في ظهرها مكتوب : قد أمضينا لك هذا الضمان ، ولا تعد إلى ذلك .