الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
4159 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17072مسدد حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى عن nindex.php?page=showalam&ids=17240هشام بن حسان عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن عن nindex.php?page=showalam&ids=5078عبد الله بن مغفل قال nindex.php?page=hadith&LINKID=675551nindex.php?page=treesubj&link=17532نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الترجل إلا غبا
( عن عبد الله بن مغفل ) : بتشديد الفاء المفتوحة ( نهى عن الترجل ) : أي التمشط ( إلا غبا ) : بكسر الغين المعجمة وتشديد الموحدة .
قال في النهاية : يقال غب الرجل إذا جاء زائرا بعد أيام . وقال الحسن أي في كل أسبوع مرة انتهى .
وفسره الإمام أحمد بأن يسرحه يوما ويدعه يوما ، وتبعه غيره . وقيل المراد به في وقت دون وقت .
وأصل الغب في إيراد الإبل أن ترد الماء يوما وتدعه يوما .
وفي القاموس الغب في الزيارة أن تكون كل أسبوع ومن الحمى ما تأخذ يوما وتدع يوما .
والحديث يدل على كراهة nindex.php?page=treesubj&link=17532الاشتغال بالترجيل في كل يوم ، لأنه نوع من الترفه ، وقد ثبت النهي عن كثير من الإرفاه في الحديث الآتي قاله الشوكاني .
وقال العلقمي : قال عبد الغافر الفارسي في مجمع الغرائب : أراد الامتشاط وتعهد الشعر وتربيته كأنه كره المداومة .
وقال ابن رسلان : ترجيل الشعر مشطه وتسريحه .
وفيه النهي عن nindex.php?page=treesubj&link=17532_17531تسريح الشعر ودهنه كل وقت لما يحصل منه الفساد وفيه nindex.php?page=treesubj&link=17530تنظيف الشعر من القمل والدرن وغيره كل يوم لإزالة التفث ولما روى الترمذي عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر دهن رأسه وتسريح لحيته ذكره في الشمائل انتهى [ ص: 169 ]
وقال المناوي في فتح القدير : نهى عن الترجل أي التمشط أي تسريح الشعر فيكره لأنه من زي العجم وأهل الدنيا . وقوله إلا غبا أي يوما بعد يوم فلا يكره بل يسن ، فالمراد النهي عن المواظبة عليه والاهتمام به لأنه مبالغة في التزيين وأما خبر nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي عن nindex.php?page=showalam&ids=60أبي قتادة أنه كانت له جمة ، فأمره أن يحسن إليها ، وأن يترجل كل يوم ، فحمل على أنه كان محتاجا لذلك لغزارة شعره ، أو هو لبيان الجواز انتهى .
والحديث الذي أشار إليه أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي بلفظ عن nindex.php?page=showalam&ids=60أبي قتادة أنه nindex.php?page=hadith&LINKID=3508494كانت له جمة ضخمة فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فأمره أن يحسن إليها وأن يترجل كل يوم ورجال إسناده كلهم رجال الصحيح .
وأخرجه أيضا مالك في الموطأ ، ولفظ الحديث عن nindex.php?page=showalam&ids=60أبي قتادة قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=3508495قلت يا رسول الله إن لي جمة أفأرجلها قال نعم وأكرمها ، فكأن أبا قتادة ربما دهنها في اليوم مرتين من أجل قوله صلى الله عليه وسلم : نعم وأكرمها . انتهى .
وسيجيء الجمع بين حديث ابن مغفل nindex.php?page=showalam&ids=60وأبي قتادة من كلام المنذري أيضا .
وقال الحافظ ولي الدين العراقي : ولا فرق في النهي عن nindex.php?page=treesubj&link=17532التسريح كل يوم بين الرأس واللحية ، وأما حديث أنه كان يسرح لحيته كل يوم مرتين فلم أقف عليه بإسناد ولم أره إلا في الإحياء ولا يخفى ما فيها من الأحاديث التي لا أصل لها ولا فرق بين الرجل والمرأة لكن الكراهة فيها أخف لأن باب التزيين في حقهن أوسع منه في حق الرجال ومع هذا فترك الترفه والتنعم لهن أولى . كذا في شرح المناوي والله أعلم .
قال المنذري : وأخرجه الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي وقال الترمذي حسن صحيح ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي أيضا مرسلا ، وأخرجه عن nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري nindex.php?page=showalam&ids=16972ومحمد بن سيرين قولهما ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11927أبو الوليد الباجي وهذا الحديث وإن كان رواته ثقات إلا أنه لا يثبت وأحاديث الحسن عن عبد الله بن مغفل فيها نظر . هذا آخر كلامه ، وفي ما قاله نظر .
وقد قال الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=17336ويحيى بن معين nindex.php?page=showalam&ids=11970وأبو حاتم الرازي إن الحسن سمع من عبد الله بن مغفل ، وقد صحح الترمذي حديثه عنه كما ذكرنا ، غير أن الحديث في إسناده اضطراب [ ص: 170 ]