قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ ) تَقَدَّمَ هَذَا الْإِسْنَادُ فِي : " بَابِ فَضْلِ مَنْ عَلِمَ وَعَلَّمَ " .

قَوْلُهُ : ( سُئِلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ أَشْيَاءَ ) كَانَ مِنْهَا السُّؤَالُ عَنِ السَّاعَةِ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ مِنَ الْمَسَائِلِ كَمَا سَيَأْتِي فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي تَفْسِيرِ الْمَائِدَةِ .

قَوْلُهُ : ( قَالَ رَجُلٌ ) هُوَ nindex.php?page=showalam&ids=196عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَبِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ وَالْفَاءِ الْقُرَشِيُّ السَّهْمِيُّ كَمَا سَمَّاهُ فِي حَدِيثِ أَنَسٍ الْآتِي .

قَوْلُهُ : ( فَقَامَ آخَرُ ) هُوَ سَعْدُ بْنُ سَالِمٍ مَوْلَى شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، سَمَّاهُ nindex.php?page=showalam&ids=13332ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي التَّمْهِيدِ فِي تَرْجَمَةِ [ ص: 226 ] سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ مِنْهُ ، وَأَغْفَلَهُ فِي الِاسْتِيعَابِ ، وَلَمْ يَظْفَرْ بِهِ أَحَدٌ مِنَ الشَّارِحِينَ وَلَا مَنْ صَنَّفَ فِي الْمُبْهَمَاتِ وَلَا فِي أَسْمَاءِ الصَّحَابَةِ ، وَهُوَ صَحَابِيٌّ بِلَا مِرْيَةٍ لِقَوْلِهِ : " nindex.php?page=hadith&LINKID=883568فَقَالَ مَنْ أَبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ " وَوَقَعَ فِي تَفْسِيرِ مُقَاتِلٍ فِي نَحْوِ هَذِهِ الْقِصَّةِ أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ قَالَ : مَنْ أَبِي ؟ قَالَ : سَعْدٌ ، نَسَبَهُ إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ بِخِلَافِ ابْنِ حُذَافَةَ ، وَسَيَأْتِي مَزِيدٌ لِهَذَا فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ الْمَائِدَةِ .

قَوْلُهُ : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=883569فَلَمَّا رَأَى nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ ) هُوَ ابْنُ الْخَطَّابِ ( مَا فِي وَجْهِهِ ) أَيْ : مِنَ الْغَضَبِ ( قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَتُوبُ إِلَى اللَّهِ ) أَيْ : مِمَّا يُوجِبُ غَضَبَكَ . وَفِي حَدِيثِ أَنَسٍ الْآتِي بَعْدُ nindex.php?page=hadith&LINKID=883570أَنَّ عُمَرَ بَرَكَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ : رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا . وَالْجَمْعُ بَيْنَهُمَا ظَاهِرٌ بِأَنَّهُ قَالَ جَمِيعَ ذَلِكَ ، فَنَقَلَ كُلٌّ مِنَ الصَّحَابِيَّيْنِ مَا حَفِظَ ، وَدَلَّ عَلَى اتِّحَادِ الْمَجْلِسِ اشْتِرَاكُهُمَا فِي نَقْلِ قِصَّةِ nindex.php?page=showalam&ids=196عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حُذَافَةَ .

( تَنْبِيهٌ ) : قَصَرَ الْمُصَنِّفُ nindex.php?page=treesubj&link=18762الْغَضَبَ عَلَى الْمَوْعِظَةِ وَالتَّعْلِيمِ دُونَ الْحُكْمِ لِأَنَّ الْحَاكِمَ مَأْمُورٌ أَنْ لَا يَقْضِيَ وَهُوَ غَضْبَانُ ، وَالْفَرْقُ أَنَّ nindex.php?page=treesubj&link=18762الْوَاعِظَ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَكُونَ فِي صُورَةِ الْغَضْبَانِ لِأَنَّ مَقَامَهُ يَقْتَضِي تَكَلُّفَ الِانْزِعَاجِ لِأَنَّهُ فِي صُورَةِ الْمُنْذِرِ ، وَكَذَا الْمُعَلِّمُ إِذَا أَنْكَرَ عَلَى مَنْ يَتَعَلَّمُ مِنْهُ سُوءَ فَهْمٍ وَنَحْوَهُ ، لِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ أَدْعَى لِلْقَبُولِ مِنْهُ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لَازِمًا فِي حَقِّ كُلِّ أَحَدٍ بَلْ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ أَحْوَالِ الْمُتَعَلِّمِينَ ، وَأَمَّا الْحَاكِمُ فَهُوَ بِخِلَافِ ذَلِكَ كَمَا يَأْتِي فِي بَابِهِ . فَإِنْ قِيلَ : فَقَدْ قَضَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي حَالِ غَضَبِهِ حَيْثُ قَالَ : أَبُوكَ فُلَانٌ . فَالْجَوَابُ أَنْ يُقَالَ : أَوَّلًا لَيْسَ هَذَا مِنْ بَابِ الْحُكْمِ ، وَعَلَى تَقْدِيرِهِ فَيُقَالُ : هَذَا مِنْ خُصُوصِيَّاتِهِ لِمَحَلِّ الْعِصْمَةِ ، فَاسْتَوَى غَضَبُهُ وَرِضَاهُ . وَمُجَرَّدُ غَضَبِهِ مِنَ الشَّيْءِ دَالٌّ عَلَى تَحْرِيمِهِ أَوْ كَرَاهَتِهِ ، بِخِلَافِ غَيْرِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .