الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم من حمل علينا السلاح فليس منا
6659 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16475عبد الله بن يوسف أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع عن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر رضي الله عنهما nindex.php?page=hadith&LINKID=656543أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال nindex.php?page=treesubj&link=30544_19419من حمل علينا السلاح فليس منا
[ ص: 27 ]
[ ص: 27 ] قوله : باب قول النبي صلى الله عليه وسلم من حمل علينا السلاح فليس منا ) ذكره من حديث ابن عمر ومن حديث أبي موسى وأورد معهما في الباب ثلاثة أحاديث أخرى .
الأول والثاني . قوله ( من حمل علينا السلاح ) في حديث nindex.php?page=showalam&ids=119سلمة بن الأكوع عند مسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=848025من سل علينا السيف . ومعنى الحديث nindex.php?page=treesubj&link=19419_19418حمل السلاح على المسلمين لقتالهم به بغير حق لما في ذلك من تخويفهم وإدخال الرعب عليهم ، وكأنه كنى بالحمل عن المقاتلة أو القتل للملازمة الغالبة . قال ابن دقيق العيد : يحتمل أن يراد بالحمل ما يضاد الوضع ويكون كناية عن القتال به ، ويحتمل أن يراد بالحمل حمله لإرادة القتال به لقرينة قوله : علينا " ويحتمل أن يكون المراد حمله للضرب به ، وعلى كل حال ففيه دلالة على nindex.php?page=treesubj&link=18070_30544تحريم قتال المسلمين والتشديد فيه .
قلت : جاء الحديث بلفظ " nindex.php?page=hadith&LINKID=848026من شهر علينا السلاح " أخرجه البزار من حديث أبي بكرة ، ومن حديث سمرة ، ومن حديث عمرو بن عوف ، وفي سند كل منها لين لكنها يعضد بعضها بعضا وعند أحمد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة بلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=848027من رمانا بالنبل فليس منا . وهو عند nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني في " الأوسط " بلفظ " الليل " بدل النبل وعند البزار من حديث بريدة مثله .
قوله : فليس منا ) أي ليس على طريقتنا ، أو ليس متبعا لطريقتنا ؛ لأن nindex.php?page=treesubj&link=18080من حق المسلم على المسلم أن ينصره ويقاتل دونه لا أن يرعبه بحمل السلاح عليه لإرادة قتاله أو قتله ونظيره " nindex.php?page=hadith&LINKID=848028من غشنا فليس منا وليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب . وهذا في حق من لا يستحل ذلك ، فأما من يستحله فإنه يكفر باستحلال المحرم بشرطه لا مجرد حمل السلاح ، والأولى عند كثير من السلف إطلاق لفظ الخبر من غير تعرض لتأويله ليكون أبلغ في الزجر ، وكان سفيان بن عيينة ينكر على من يصرفه عن ظاهره فيقول : معناه ليس على طريقتنا ، ويرى أن الإمساك عن تأويله أولى لما ذكرناه ، والوعيد المذكور لا يتناول nindex.php?page=treesubj&link=9537من قاتل البغاة من أهل الحق فيحمل على البغاة وعلى من بدأ بالقتال ظالما .