الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
6583 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12297أحمد بن يونس حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15932زهير حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17314يحيى هو ابن سعيد قال سمعت nindex.php?page=showalam&ids=12031أبا سلمة قال سمعت nindex.php?page=showalam&ids=60أبا قتادة nindex.php?page=hadith&LINKID=656469عن النبي صلى الله عليه وسلم قال nindex.php?page=treesubj&link=28796_29803_24396الرؤيا الصادقة من الله والحلم من الشيطان
قوله : ( باب ) بالتنوين ( nindex.php?page=treesubj&link=24396الرؤيا من الله ) أي مطلقا ، وإن قيدت في الحديث بالصالحة فهو بالنسبة إلى ما لا دخول للشيطان فيه ، وأما ما له فيه دخل فنسبت إليه نسبة مجازية ، مع أن الكل بالنسبة إلى الخلق والتقدير من قبل الله ، وإضافة الرؤيا إلى الله للتشريف ، ويحتمل أن يكون أشار إلى ما ورد في بعض طرقه كما سأبينه ، [ ص: 386 ] وظاهر قوله : nindex.php?page=hadith&LINKID=849801الرؤيا من الله والحلم من الشيطان أن التي تضاف إلى الله لا يقال لها حلم والتي تضاف للشيطان لا يقال لها رؤيا وهو تصرف شرعي ، وإلا فكل يسمى رؤيا ، وقد جاء في حديث آخر nindex.php?page=hadith&LINKID=849802الرؤيا ثلاث فأطلق على كل رؤيا ، وسيأتي بيانه في " باب القيد في المنام " .
الحديث الأول حديث nindex.php?page=showalam&ids=60أبي قتادة : وزهير في السند هو nindex.php?page=showalam&ids=15932ابن معاوية أبو خيثمة الجعفي ، nindex.php?page=showalam&ids=17316ويحيى بن سعيد هو الأنصاري ، nindex.php?page=showalam&ids=12031وأبو سلمة هو ابن عبد الرحمن .
قوله : ( الرؤيا الصادقة ) في رواية الكشميهني " الصالحة " وهو الذي وقع في معظم الروايات ، وسقط الوصف من رواية أحمد بن يحيى الحلواني عن nindex.php?page=showalam&ids=12297أحمد بن يونس شيخ nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فيه أخرجه أبو نعيم في المستخرج بلفظ nindex.php?page=hadith&LINKID=849803الرؤيا من الله كالترجمة ، وكذا في الطب من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال ، nindex.php?page=showalam&ids=13779والإسماعيلي من رواية الثوري nindex.php?page=showalam&ids=15535وبشر بن المفضل ويحيى القطان كلهم عن يحيى بن سعيد ، ولمسلم من رواية الزهري عن أبي سلمة كما سيأتي قريبا مثله ، ووقع في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16506عبد ربه بن سعيد عن أبي سلمة كما سيأتي في باب إذا رأى ما يكره nindex.php?page=hadith&LINKID=849804الرؤيا الحسنة من الله ووقع عند مسلم من هذا الوجه " الصالحة " ، زاد في هذه الرواية nindex.php?page=hadith&LINKID=849805فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يخبر به إلا من يحب .
ولمسلم في رواية من هذا الوجه nindex.php?page=hadith&LINKID=849806فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر ولا يخبر إلا من يحب وقوله : " فليبشر بفتح التحتانية وسكون الموحدة وضم المعجمة من البشرى ، وقيل بنون بدل الموحدة أي ليحدث بها ، وزعم عياض أنها تصحيف ، ووقع في بعض النسخ من مسلم : " فليستر " بمهملة ومثناة من الستر ، وفي حديث أبي رزين عند الترمذي " ولا يقصها إلا على واد " بتشديد الدال اسم فاعل من الود " أو ذي رأي " ، وفي أخرى : " ولا يحدث بها إلا لبيبا أو حبيبا " ، وفي أخرى : " nindex.php?page=treesubj&link=32154_32153ولا يقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح " .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12815القاضي أبو بكر بن العربي : أما العالم فإنه يؤولها له على الخير مهما أمكنه ، وأما الناصح فإنه يرشد إلى ما ينفعه ويعينه عليه ، وأما اللبيب وهو العارف بتأويلها فإنه يعلمه بما يعول عليه في ذلك أو يسكت ، وأما الحبيب فإن عرف خيرا قاله وإن جهل أو شك سكت .
قلت : والأولى الجمع بين الروايتين فإن اللبيب عبر به عن العالم والحبيب عبر به من الناصح ، ووقع عند مسلم في حديث أبي سعيد في حديثي الباب " فليحمد الله عليها وليحدث بها " .
قوله : " nindex.php?page=hadith&LINKID=3504237والحلم من الشيطان " كذا اختصره ، وسيأتي ضبط الحلم ومعناه في " باب الحلم من الشيطان " إن شاء الله تعالى ، وقد أخرجه أبو نعيم في المستخرج من الطريق المشار إليها فزاد nindex.php?page=hadith&LINKID=849807فإذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث عن شماله ثلاث مرات ويتعوذ بالله من شرها وأذاها فإنها لا تضر ، وكذا مضى في الطب من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16036سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد ، وسيأتي للمصنف في " باب الحلم من الشيطان " من طريق ابن شهاب عن أبي سلمة بلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=849808فإذا حلم أحدكم الحلم يكرهه فليبصق عن يساره وليستعذ بالله منه فلن يضره .
ولمسلم من هذا الوجه : " عن يساره حين يهب من نومه ثلاث مرات " ، وسيأتي في " باب من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - " من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16519عبيد بن أبي جعفر عن أبي سلمة بلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=849809فمن رأى شيئا يكرهه فلينفث عن شماله ثلاثا وليتعوذ من الشيطان فإنها لا تضره ، ومن رواية nindex.php?page=showalam&ids=16506عبد ربه بن سعيد عن أبي سلمة الآتية في " باب إذا رأى ما يكره ، بلفظ : " nindex.php?page=hadith&LINKID=849810وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان وليتفل ثلاثا ولا يحدث بها أحدا فإنها لن تضره " وهذه أتم الروايات عن أبي سلمة لفظا .
قال المهلب : سمى الشارع الرؤيا الخالصة من الأضغاث صالحة وصادقة وأضافها إلى الله ، وسمى الأضغاث حلما وأضافها إلى الشيطان ؛ إذ كانت مخلوقة على شاكلته فأعلم الناس بكيده وأرشدهم [ ص: 387 ] إلى دفعه لئلا يبلغوه أربه في تحزينهم والتهويل عليهم ، وقال أبو عبد الملك : أضيفت إلى الشيطان لكونها على هواه ومراده .
وقال ابن الباقلاني يخلق الله الرؤيا الصالحة بحضرة الملك ويخلق الرؤيا التي تقابلها بحضرة الشيطان ، فمن ثم أضيف إليه ، وقيل : أضيفت إليه لأنه الذي يخيل بها ولا حقيقة لها في نفس الأمر .