القول في تأويل قوله تعالى : ( أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض ( 21 ) )
يقول - تعالى ذكره - : ( سابقوا ) أيها الناس ( إلى ) عمل يوجب لكم ( مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت ) هذه الجنة [ ص: 195 ] ( للذين آمنوا بالله ورسله ) يعني : الذين وحدوا الله ، وصدقوا رسله .
وقوله : ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) يقول - جل ثناؤه - : هذه الجنة التي عرضها كعرض السماء والأرض التي أعدها الله للذين آمنوا بالله ورسله ، فضل الله تفضل به على المؤمنين ، والله يؤتي فضله من يشاء من خلقه ، وهو ذو الفضل العظيم عليهم ، بما بسط لهم من الرزق في الدنيا ، ووهب لهم من النعم ، وعرفهم موضع الشكر ، ثم جزاهم في الآخرة على الطاعة ما وصف أنه أعده لهم .