الآية الخامسة قوله تعالى : { وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا } .
فيها أربع مسائل :
المسألة الأولى : قدمنا القول في في سورة البقرة والنساء ، وأكد الله هاهنا حقه ; لأنه وصى ببر الوالدين خصوصا من القرابة ، ثم ثنى التوصية بذي القربى عموما ، وأمر بتوصيل حقه إليه من صلة رحم وأداء حق من ميراث وسواه فلا يبدل فيه ، ولا يغير عن جهته بتوليج وصية ، أو سوى ذلك من الدخل . ويدخل في ذلك قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم دخولا متقدما ، أو من طريق الأولى ، من جهة أن الآية للقرابة الأدنين المختصين [ ص: 190 ] بالرجل ، فأما حق ذوي القربى صلى الله عليه وسلم فقد أبان الله على الاختصاص حقهم ، وأخبر أن محبتهم هي أجر النبي صلى الله عليه وسلم على هداه لنا . قرابة رسول الله