( ويحسن ) يعني يسن ويندب ( خفض ) - ضد الرفع - الصوت الخارج ( من عاطس ) في حالة عطاسه إلا بقدر ما يسمع جليسه ، وهذا معنى كلام الإمام رضي الله عنه في رواية أحمد أبي طالب ( و ) يحسن بمعنى وأحمد بن أصرم ( ل ) أجل ( استتار ) هـ ( من ) إيصال ( الردي ) يعني الأذى الذي يخرج منه بسبب العطاس إلى غيره فيؤذيه . يسن من العاطس ( أن يغطي ) أي يخمر ( وجها ) منه
قال : ويبعد من الناس . واستغرب ذلك ابن عقيل شيخ الإسلام . وقال قدس الله سره : ولا يلتفت يمينا ولا شمالا . انتهى . الشيخ عبد القادر
وصح عن رضي الله عنه { أبي هريرة } . قال أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عطس غطى وجهه بثوبه ويده ثم غض لها صوته الحجاوي في تغطية وجه العاطس لئلا يخرج من فمه شيء يؤذي جلساءه من بصاق وغيره أو يخرج شيء يفحش منظره . انتهى .
قال ابن هبيرة رحمه الله ورضي عنه : قال بعض الأطباء : العطاس لا يكون أول مرض أبدا إلا أن يكون زكمة . قال ابن هبيرة : فإذا عطس الإنسان استدل بذلك من نفسه على صحة بدنه وجودة هضمه واستقامة قوته .
( و ) حينئذ ينبغي له أن ( يحمد ) الله سبحانه وتعالى على صحته واستقامة قوته ( جهرا ) ليسمع تحميده من عنده ( وليشمته ) أي العاطس ( سامع لتحميده ) الصادر منه وجوبا ، فاللام للأمر ويشمت مجزوم بها ، وهو قوله الحمد لله ومعنى شمته بالمعجمة والمهملة دعا له بقوله يرحمك الله أو يرحمكم الله .
قال في القاموس والتسميت بالمهملة ذكر الله تعالى على الشيء والدعاء للعاطس ولزوم السمت وقال والتشميت بالمعجمة التسميت والجمع والتحنين . انتهى .
قال في الآداب التشميت بالمعجمة هي الفصحى ومعناها أبعدك الله عن الشماتة . قال : كل داع بخير فهو مشمت . قال في النهاية هما الدعاء بالخير والبركة ، والمعجمة أعلاهما والشوامت قوائم الدابة . ابن الأنباري
[ ص: 442 ] وقاله في القاموس . يقال لا ترك الله لها شامتة أي قائمة . انتهى . وبهما جاء الحديث .
قال في مفتاح دار السعادة : التسميت بالمهملة تفعيل من السمت الذي يراد به حسن الهيئة والوقاية ، فيقال لفلان سمت حسن ، فمعنى سمت العاطس وقرته وأكرمته وتأدبت معه بإذن الله ورسوله في الدعاء له . وقيل سمته دعا له أن يعيده الله إلى سمته قبل العطاس من السكون والوقار وطمأنينة الأعضاء فإن في العطاس من انزعاج الأعضاء واضطرابها ما يخرج العاطس عن سمته ، فإذا قال له السامع يرحمك الله فقد دعا له أن يعيده الله إلى سمته وهيئته .
وأما التشميت بالمعجمة فقال وجمع : أنه بمعنى التسميت وأنهما لغتان . ذكره في كتاب القلب والإبدال ولم يذكر أيهما الأصل ولا أيهما البدل وقال ابن السكيت : المهملة الأصل في الكلمة ، وعكس تلميذه أبو علي الفارسي ; لأن الشوامت التي هي القوائم هي التي تحمل الفرس ونحوه وبها عصمته وهي قوامه ، فكأنه إذا دعا له فقد نهضه وثبت أمره وأحكم دعائمه وأنشد النابغة : ابن جني
طوع الشوامت من خوف ومن صرد