ثم دخلت سنة ست وعشرين وخمسمائة
فمن الحوادث فيها:
أنه كان قد جرى في أواخر السنة الماضية كلام يتعلق بدار الضرب وشكا العمال أنهم يخسرون ، فنهض ابن حريقا وكذبهم ، وقال: بل يربحون كثيرا ، وعرض هذا الكلام على صاحب المخزن ابن طلحة فأراه عن ذلك ومنعه من الكلام فيه ، فبلغ الخبر إلى فأمر بحسابهم ، فإذا ربحهم كثير ، فظهر أن صاحب المخزن يعاونهم ، وذكر أنه كان يأخذ منهم كل شهر سبعين دينارا فثبت ذلك عليه ، فأمر المسترشد بنقل النظر في ذلك إلى الديوان فانكسر صاحب المخزن بذلك كسرة عظيمة ، وكان تمام ذلك في أول المحرم هذه السنة فصار صاحب المخزن يجلس ساعة في المخزن بعد أن كان يكون فيه معظم النهار ، ولا يحضر باب الحجرة لما ظهر من ذلك عليه . المسترشد
وخرج التوقيع إلى شرف الدين الوزير بأنك المعتمد عليه ، والأمر ما تأمر به وأنت المختص بالثقة ، فقوي جأشه بذلك .
وفي المحرم: فصار كر الشعير باثني عشر دينارا . [ ص: 270 ] تقدم الخليفة بحراسة الغلات وأوجب ذلك الغلاء ،
ووصل مسعود بن محمود إلى بغداد في عشرة آلاف ، وورد قراجا الساقي ومعه سلجوق شاه بن محمد ، وكلاهما يطلب السلطنة ، وانحدر زنكي بن آقسنقر الموصلي لينضم إلى مسعود ، فلما بلغ تكريت خلف قراجا الملك سلجوق شاه في عدد يسير وأمرهم بمدافعة مسعود إلى أن يعود ، وأسرى في يوم وليلة إلى تكريت فواقع زنكي فهزمه وأسر جماعة من أصحابه وعاد بهم ، ثم دخل السفراء بينهم فوقع الاتفاق مسعود وسلجوق وقراجا ، وأحلفهم على التوافق والطاعة المسترشد والاجتماع ، وكان واجتمع قراجا يتحكم على مسعود وسلجوق جميعا .