[عزل أبي سعد ابن الحلواني]
وفي رمضان: عزل أبو سعد ابن الحلواني عن الحسبة ، وعول على القاضي أبي العباس ابن الرطبي .
[عزل الوزير ابن المطلب]
وفي هذا الشهر عزل الوزير وعول على نقيب النقباء ابن المطلب ، أبي القاسم وقاضي القضاة أبي الحسن في النيابة في الديوان والاشتراك في النظر ، وقبض على الوكيل أبي القاسم بن الحصين ، وحمل إلى القلعة ثم أعيد الوزير .
[عزل مهذب الدولة عن حجبة الباب]
وفي يوم الفطر: عزل مهذب الدولة أبو جعفر ابن الدامغاني عن حجبة الباب ، واستنيب أبو العز المؤيدي .
وفي ذي الحجة: وقع حريق في خرابة ابن جردة ، وبقي مقدار منا بين الصلاتين ، وذهب من العقار ما تزيد قيمته على ثلاثمائة ألف دينار ، وتلفت نفوس كثيرة ، وتخلص قوم بنقوب نقبوها في سور المحلة ، وخرجوا إلى مقابر باب أبرز ، وكان هذا المكان قد احترق في سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة وعمره أهله ، ثم أتى عليه هذا الحريق ، ثم عاد الحريق في عدة أماكن بدرب القيار وغيره مرارا متوالية ، فارتاع الناس لذلك وأقاموا على سطوحهم من يحفظها ، ونصب بعضهم الخيم في أعاليها ، وذلك في حر شديد ، وأعدوا في السطوح حباب الماء وبقوا على ذلك أياما حتى تعطلوا عن معايشهم .
وظهر على جارية قوم أحبت رجلا فوافقته على المبيت في دار مولاها مستترا ، وعول بأن يأخذ زنفليجة كانت هناك ، فلما أخذها طرحا النار وخرجا ، فأظهر الله تعالى أمرهما فافتضحا .
وظهر في هذه السنة صبية عمياء تتكلم في أسرار الناس ، وبالغ الناس في التحيل لعلم حالها فلم يعلموا ، قال ابن عقيل: وأشكل أمرها على العلماء والخواص والعوام حتى إنها كانت تسأل عن نقوش الخواتيم وما عليها وألوان الفصوص وصفات الأشخاص وما في دواخل البنادق من الشمع والطين من الحب المختلف والخرز ، وبالغ أحدهم في ترك يده على ذكره فقيل لها: ما الذي في يده؟ فقالت: يحمله إلى أهله وعياله .
وثبت [ ص: 110 ] بالتواتر أن جميع ما يتكلم به أبوها في السؤال لها: "ما في يد فلان؟ وما الذي قد خبأه هذا الرجل؟" فتقول في ذلك تفاصيل لا يدركها البصر ، فاستحال أن يكون بينها وبين أبيها ترجمة لأمور مختلفة .
قال ابن عقيل: ليس في هذا إلا أنه خصيصة من الله سبحانه كخواص النبات والأحجار فخصت هذه بإجراء ما يجري على لسانها من غير اطلاع على البواطن .
قال المصنف رحمه الله: وقد حكى إبراهيم بن الفراء أنه أخذ شيئا يشبه الحنطة وليس بحنطة فأخطأت هذه المرة في حزره .