فصل [في من اكترى من جمال إلى مكة وقال: اخرج بي الآن، وقال الجمال: في الزمان بقية]
وقال في ابن القاسم مكة وقال: اخرج بي الآن، وقال الجمال: في الزمان بقية. فللجمال أن يتأخر إلى خروج الناس. وهذا يحسن إذا كان الكراء من من اكترى من جمال إلى المدينة; لأن السير يتيسر كل وقت. والعادة أن الجمال يقف بالمكتري ولو كان الكراء في غير إبان الحج، أو في إبان الحج; وليس العادة أن يقف به، وكان سير الناس من ذلك الموضع متيسرا متى أحبوا كان عليه أن يخرج به الآن.
وإن دعا إلى ذلك الجمال أو المكتري، كان القول قوله إلا أن تكون عادة فيحملا عليها. [ ص: 5196 ]
وقال في ابن القاسم الفسطاط، فليس عليه أن ينزل إذا بلغ أوله، وعليه أن يوصله إلى منزله وإن كان منزله أقصى من تكارى إلى الفسطاط، وهذا وجه ما يعرف من الذي يتكارى عليه الناس: يجوز الكراء على ذلك وإن لم يعلم الجمال هل منزله في أول الفسطاط أو وسطه أو آخره؟ وليس بغرر; لأنه يسير في جنب المسافة.
ولو استأجر من يحمل له شيئا من المدينة لم يجز إلا أن يسمي موضع داره منها; لأنه غرر بخلاف الأول.
وقال محمد بن عبد الحكم فيمن قال: إن لم تكن لهم عادة كان حمل البز على صاحبه، وحمل الإبل على صاحبها. [ ص: 5197 ] اكترى من جمال على حمل بز إلى بلد وبينهما أودية، فربما تخاض، وربما لا يستطاع خوضها، وهناك قوارب تحمل الإبل والمتاع حتى يجاز، فلما أتوا الوادي، قال صاحب الإبل: حمله عليك.