ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا .
[33] ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق قوله (ولا تقتلوا ) وما قبله من الأفعال جزم بالنهي ، والألف واللام التي في النفس هي [ ص: 97 ] للجنس ، والحق الذي يقتل به النفس هو ما فسره النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله : ، وهي الحرابة ، ومن ذلك الزندقة ، ومسألة ترك الصلاة ؛ لأنها في معنى الكفر بعد الإيمان ، ومنه قتل أبي بكر منعة الزكاة ، وقتل من امتنع في المدن من فروض الكفايات . "لا يحل دم المسلم إلا بإحدى ثلاث خصال : كفر بعد إيمان ، أو زنى بعد إحصان ، أو قتل نفس"
ومن قتل مظلوما نصب على الحال ، ومعناه : بغير هذه الوجوه المذكورة .
فقد جعلنا لوليه أي : لقرابته الذي يلي دمه سلطانا تسلطا على القاتل ، إن شاء قتل ، وإن شاء عفا ، وإن شاء أخذ الدية .
فلا يسرف في القتل قرأ ، حمزة ، والكسائي : (تسرف ) بالخطاب لولي القتيل ، وقرأ الباقون : بالغيب ؛ أي : لا يسرف الولي في القتل ، والإسراف : أن يقتل غير القاتل ، أو يقتل اثنين أو أكثر بالواحد . وخلف
إنه أي : الولي كان منصورا بنصرة الشرع والسلطان ، وقيل : الضمير عائد على المقتول ، ونصره قتل قاتله ، وحصول الأجير له ، واختار [ ص: 98 ] أن هذا أرجح الأقوال ؛ لأنه المظلوم ، ولفظة النصر تقابل أبدا الظلم . ابن عطية
* * *