ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين .
[75] ومنهم يعني: المنافقين.
من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنؤدين حق الله منه.
ولنكونن من الصالحين نعمل بعمل أهل الصلاح فيه، نزلت في ثعلبة بن حاطب الأنصاري، أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: ادع الله أن يرزقني مالا، [ ص: 218 ] فقال عليه السلام: "قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه"، فراجعه وقال: والذي بعثك بالحق! لئن رزقني مالا؛ لأعطين كل ذي حق حقه، فدعا له فاتخذ غنما، فنمت كما ينمى الدود، حتى ضاقت بها المدينة، فنزل واديا، وانقطع عن الجمعة والجماعة، فسأل عنه - صلى الله عليه وسلم -، فقيل: كثر ماله حتى لا يسعه واد، فقال: "يا ويح ثعلبة! "، فبعث مصدقين لأخذ الصدقات، فاستقبلهما الناس بصدقاتهم، ومرا بثعلبة فسألاه الصدقة، وأقرآه الكتاب الذي فيه الفرائض، فقال: ما هذه إلا جزية، ما هذه إلا أخت الجزية، فارجعا حتى أرى رأيي، فنزلت، فجاء ثعلبة بالصدقة فقال: "إن الله منعني أن أقبل منك"، فجعل يحثو على رأسه التراب، فقال: "هذا عملك؛ فقد أمرتك فلم تطعني"، فقبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء بها إلى في خلافته، فلم يقبلها، ثم جاء بها إلى أبي بكر في خلافته، فلم يقبلها، ثم جاء بها إلى عمر فلم يقبلها، وهلك في خلافته. عثمان
* * *