( ومنها ) لو حلف لا يأكل شيئا فاستهلك في غيره ثم أكله قال الأصحاب لا يحنث ولم يخرجوا فيه خلافا لأنه مبني على العرف ولم يقصد الامتناع من مثل ذلك وقد يخرج فيه وجه بالحنث وقد أشار إليه كما سنذكره ، وهذا كله في المائعات والأدقة ونحوها مما يختلط بعض أجزائه ببعض ، فأما الحبوب والدراهم ونحوها فمن الأصحاب من قال حكمها حكم المائعات فيما سبق وفرعوا على ذلك مسائل : [ منها ] لو أبو الخطاب فهل ينفسخ البيع على وجهين اختار اشترى ثمرة فلم يقبضها حتى اختلطت بغيرها ولم تتميز في خلافه الانفساخ وفي المجرد عدمه . القاضي
( ومنها ) لو ففي حنثه وجهان ذكرهما حلف لا يأكل حنطة فأكل شعيرا فيه حبات حنطة وغلطه صاحب الترغيب وقال يحنث بلا خلاف لأن الحب متميز لم يستهلك بخلاف ما لو طحنت الحنطة بما فيها فاستهلكت فإنه لا يحنث . أبو الخطاب
( ومنها ) لو فالمنصوص عن اختلطت دراهمه بدراهم مغصوبة في رواية أحمد المروذي إن كانت الدراهم قليلة كثلاثة فيها درهم حرام وجب التوقف عنها حتى يعلم وإن كانت كثيرة كثلاثين فيها درهم حرام فإنه يخرج منها درهما [ واحدا ] ويتصرف في الباقي وله نصوص كثيرة في هذا المعنى وعلل بأن الكثير يجحف بماله إخراجه وأنكر على من قال يخرج هذا قدر الحرام من القليل كالثلاثة إنكارا [ شديدا ] وأما فتأول كلامه على الاستحباب لأنه كلما كثر الحلال بعد تناول الحرام وشق التورع عن الجميع بخلاف القليل . القاضي
قال والواجب في الجميع إخراج قدر الحرام ، وكذلك ذكر في فصوله وخالف في الفنون وقال يحرم الجميع . ابن عقيل
( ومنها ) لو فالمشهور الضمان لعدوانه حيث فوت تحصيلها وعنه رواية أخرى لا ضمان عليه لأن النقود لا يتعلق الغرض بأعيانها بل بمقدارها وربما كان خلطها [ مع ماله ] أحفظ لها وعلى هذه الرواية فإذا تلف بعض المختلط بغير عدوان جعل التالف كله من ماله وجعل الباقي من الوديعة نص عليه لأن هذه الأصل أمانة بقاؤها ووجوب تسليمها ولم يتيقن زوال ذلك ولهذا قلنا لو خلط الوديعة وهي دراهم بماله ولم تتميز إنها تكون دينا على التركة [ ص: 31 ] وتأول القاضي مات وعنده وديعة وجهل بقاؤها كلام وابن عقيل رحمه الله في الضمان هنا على أن الخلط كان عدوانا وهذا يدل على أنه لا ضمان عندهما إلا مع التعدي ولو اختلطت الوديعة بغير فعله ثم ضاع البعض جعل من مال المودع في ظاهر كلام أحمد ذكره أحمد في شرح الهداية وقد تقدم أن أبو البركات ابن تيمية ذكر في الخلاف أنهما يصيران شريكين قال القاضي أبو البركات ولا يبعد على هذا أن يكون الهالك منهما وذكر أيضا في بعض تعاليقه فيمن القاضي أنه يحتاط فيدفع إلى صاحب الأمانة ما يغلب على ظنه أنه قدر حقه فإن ادعى أن الثقيل له فالقول قوله في الظاهر لأن يده عليه والله أعلم . معه دينار أمانة لغيره فسقط منه مع دينار له في رحى فدارت عليهما حتى نقصا وكان نقص أحدهما أكثر من نقص الآخر ولم يدر أيهما له