4538 [ 2393 ] عن خرشة بن الحرة قال : مسجد المدينة . قال : وفيها شيخ حسن الهيئة ، وهو قال : فجعل يحدثهم حديثا حسنا. قال : فلما قام قال القوم : من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا ! قال : فقلت : والله لأتبعنه فلأعلمن مكان بيته ! قال : فتبعته ، فانطلق حتى كاد أن يخرج من عبد الله بن سلام . المدينة، ثم دخل منزله . قال : فاستأذنت عليه فأذن لي، فقال : ما حاجتك يا ابن أخي؟ قال : فقلت له : سمعت القوم يقولون لك لما قمت : من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا - فأعجبني أن أكون معك ! قال : الله أعلم بأهل الجنة، وسأحدثك مم قالوا ذلك : إني بينما أنا نائم إذ أتاني رجل فقال لي : قم ! فأخذ بيدي، فانطلقت معه . قال : فإذا أنا بجواد عن شمالي . قال : فأخذت لآخذ فيها، فقال لي : لا تأخذ فيها فإنها طرق أصحاب الشمال . قال : فإذا جواد منهج عن يميني، فقال لي : خذ ها هنا ! قال : فأتى جبلا فقال لي : اصعد . قال : فجعلت إذا أردت أن أصعد خررت على استي ! قال : حتى فعلت ذلك مرارا. قال : ثم انطلق بي حتى أتى بي عمودا رأسه في السماء وأسفله في الأرض، في أعلاه حلقة ، فقال لي : اصعد فوق هذا . قال : قلت : كيف أصعد هذا ورأسه في السماء؟ قال : فأخذ بيدي فزجل بي . قال : فإذا أنا متعلق بالحلقة، فضرب العمود فخر . قال : وبقيت متعلقا بالحلقة ، حتى أصبحت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقصصتها عليه ، فقال : وأما الطرق التي رأيت عن يمينك فهي طرق أصحاب اليمين، وأما الجبل فهو منزل الشهداء ولن تناله، وأما العمود فهو عمود الإسلام، وأما العروة فهي عروة الإسلام، ولن تزال متمسكا بها حتى تموت . أما الطرق التي رأيت عن يسارك فهي طرق أصحاب الشمال . قال : كنت جالسا في حلقة في
وذكر أيضا من حديث قيس بن عبادة نحوه، وهذا أتم إلا أن في حديث قيس قال : رأيتني في روضة - وذكر سعتها وعشبها وخضرتها، ووسط الروضة عمود من حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء، وفي أعلاه عروة ، فقيل لي : ارقه ! فقلت : لا أستطيع ! فجاءني منصف - قال : والمنصف الخادم - فقال بثيابي من خلفي - وصف أنه رفعه من خلفه بيده - فرقيت حتى كنت في أعلى العمود، فأخذت بالعروة فقيل لي : استمسك. فقد استيقظت وإنها لفي يدي، فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : تلك الروضة الإسلام، وذلك العمود عمود الإسلام، وتلك العروة عروة الوثقى، فأنت على الإسلام حتى تموت . ابن عون
رواه ( 5 \ 452 )، أحمد (3813)، والبخاري (2484) (148 و 150) ومسلم (3920). وابن ماجه
[ ص: 414 ]