436 - وأخبرنا [ أبو الحسين أحمد بن حمزة بن أبي الحسن بن الحسين الموازيني أن أخبرهم إجازة ، أبنا أبا علي ] الحسن بن أحمد الحداد ، ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله ، ثنا سليمان بن أحمد ، ثنا علي بن عبد العزيز ( ح ) . أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي
437 - قال : ثنا سليمان بن أحمد إسحاق ، ثنا قالا : ثنا عبد الرزاق ، ثنا عكرمة بن عمار ، عن أبو زميل الحنفي قال : عبد الله بن عباس : يا أمير المؤمنين أبرد عن الصلاة لعلي آتي هؤلاء القوم فأكلمهم ، قال : إني أتخوفهم عليك ، قال : قلت : كلا إن شاء الله قال : فلبست أحسن ما أقدر عليه من هذه اليمانية ، ثم دخلت عليهم وهم قائلون في نحر الظهيرة ، فدخلت على قوم لم أر قوما قط أشد اجتهادا منهم ، أيديهم كأنها ثفن الإبل ، ووجوههم معلبة من آثار السجود ، قال : فدخلت فقالوا : مرحبا بك يا لعلي ، ما جاء بك ؟ قال : جئت أحدثكم ، عن أصحاب رسول [ ص: 414 ] الله صلى الله عليه وسلم نزل الوحي وهم أعلم بتأويله ، فقال بعضهم : لا تحدثوه ، وقال بعضهم : لنحدثنه قال : قلت أخبروني ما تنفقون على ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه وأول من آمن به وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم معه ؟ قالوا : ننقم عليه ثلاثا قلت : ما هن ؟ قالوا : أولهن أنه حكم الرجال في دين الله ، وقد قال الله : ابن عباس إن الحكم إلا لله قال : قلت : وماذا ؟ قالوا : قاتل ولم يسب ولم يغنم ؛ لئن كانوا كفارا لقد حلت له أموالهم ، ولئن كانوا مؤمنين لقد حرمت عليه دماؤهم .
قال : قلت : وماذا ؟ قالوا : ومحا نفسه من أمير المؤمنين ، فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين ، قال : قلت : أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب الله المحكم ، وحدثتكم من سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم ما لا تنكرون أترجعون ؟ قالوا : نعم ، قال : قلت : أما قولكم : إنه حكم الرجال في دين الله فإنه يقول : يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم إلى قوله : يحكم به ذوا عدل منكم وقال في المرأة وزوجها : وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها أنشدكم الله أحكم الرجال في حقن دمائهم وأنفسهم ، وصلاح بينهم أحق أم في أرنب ثمنها ربع درهم ؟ قالوا : اللهم في حقن دمائهم وصلاح ذات بينهم ، قال : أخرجت من هذه قالوا : اللهم نعم .
وأما قولكم : إنه قاتل ولم يسب ولم يغنم ، أتسبون أمكم أم تستحلون منها ما تستحلون من غيرها فقد كفرتم ، وإن زعمتم أنها [ ص: 415 ] ليست بأمكم فقد كفرتم وخرجتم من الإسلام ، إن الله عز وجل يقول : النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم فأنتم تترددون بين ضلالتين فاختاروا أيهما شئتم ، أخرجت من هذه ؟ قالوا : اللهم نعم .
وأما قولكم : محا نفسه من أمير المؤمنين فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا قريشا يوم الحديبية على أن يكتب بينه وبينهم كتابا ، فقال : اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله ، فقالوا : والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ، ولا قاتلناك ، ولكن اكتب محمد بن عبد الله ، فقال : والله إني لرسول الله وإن كذبتموني اكتب يا علي ، محمد بن عبد الله ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان أفضل من علي ، أخرجت من هذه ؟ قالوا : اللهم نعم ، فرجع منهم عشرون ألفا ، وبقي منهم أربعة آلاف فقتلوا لما اعتزلت الحرورية قلت .
اللفظ واحد .