62 - قوله: (ص): . "من قبيل المرفوع (ما قيل) عند ذكر الصحابي - رضي الله عنه - يرفعه أو يبلغ به أو ينميه أو رواية"
قلت: وكذا قوله يرويه أو رفعه أو مرفوعا أو يسنده.
وكذا قوله رواه.
روينا في أمالي المحاملي من طريق عن ابن عيينة ابن جدعان عن عن أبي نضرة - رضي الله تعالى عنه - رواه قال: قول أبي سعيد إبراهيم عليه الصلاة والسلام: والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين في كذباته الثلاث .
ورواه في مسنده من هذا الوجه، فقال عن أبو يعلى - رضي الله تعالى عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال فذكره. أبي سعيد
[ ص: 536 ] وأمثلة باقي ما ذكرنا مشهورة، فلا نطيل بذكرها .
ومن أغرب ذلك سقوط الصيغة مع الحكم بالرفع بالقرينة كالحديث الذي رويناه من طريق عن الأعمش أبي ظبيان عن - رضي الله عنهما - قال: ابن عباس - رضي الله عنه - : أيما عبد حج به أهله، ثم أعتق فعليه حجة أخرى ابن عباس .. الحديث. رواه احفظوا عني ولا تقولوا: قال من هذا الوجه فزعم ابن أبي شيبة أن ظاهره الرفع وأخذه من نهي أبو الحسن ابن القطان - رضي الله عنهما - لهم عن إضافة القول إليه . ابن عباس
فكأنه قال لهم: لا تضيفوه إلي وأضيفوه إلى الشارع.
لكن يعكر عليه أن رواه من طريق البخاري قال: سمعت أبي السفر سعيد بن يحمد - رضي الله عنهما - يقول: ابن عباس قال ابن عباس ابن عباس ، فذكر الحديث. يا أيها الناس اسمعوا مني ما أقول لكم وأسمعوني ما تقولون، ولا تذهبوا فتقولوا: قال
وظاهر هذا أنه إنما طلب منهم أن يعرضوا عليه قوله ليصححه لهم خشية أن يزيدوا فيه أو ينقصوا - والله أعلم -.
[ ص: 537 ] تنبيهان:
أحدهما: قد يقال: ما الحكمة في عدول التابعي عن قول الصحابي - رضي الله عنه - سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ونحوها إلى يرفعه وما ذكر معها .
قال الحافظ المنذري : يشبه أن يكون التابعي مع تحققه بأن الصحابي رفع الحديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - شك في الصيغة بعينها فلما لم يمكنه الجزم بما قاله له أتى بلفظ يدل على رفع الحديث.
قلت: وإنما ذكر الصحابي - رضي الله عنه - كالمثال وإلا فهو جار في حق من بعده ولا فرق، ويحتمل أن يكون من صنع ذلك صنعه طلبا للتخفيف وإيثارا للاختصار.
ويحتمل - أيضا - أن يكون شك في ثبوت ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يجزم بلفظ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذا بل كنى عنه تحرزا وسيأتي إن شاء الله تعالى في النوع الحادي والعشرين.
وما أجاب به المنذري انتزعه من قول لما روي عن أبي قلابة الجرمي - رضي الله عنه - قال: أنس . "من السنة إذا تزوج البكر أقام عندها سبعا"
[ ص: 538 ] (قال أبو قلابة : لو شئت لقلت: - رضي الله عنه - رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -). أنسا
(فإن معنى ذلك أنني لو قلت رفعه) لكنت صادقا، بناء على الرواية بالمعنى لكنه تحرز عن ذلك، لأن قوله: من السنة إنما يحكم له بالرفع بطريق نظري. كما تقدم. وقوله رفعه نص في رفعه وليس للراوي أن ينقل ما هو محتمل إلى ما هو نص غير محتمل.
ثانيهما : ذكر المصنف ما إذا قال التابعي عن الصحابي - رضي الله عنه – يرفعه ولم يذكر ما إذا قال الصحابي - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يرفعه وهو في حكم قوله (عن الله) عز وجل.
ومثاله: الحديث الذي رواه عن الدراوردي عمرو بن أبي عمرو عن عن سعيد المقبري - رضي الله تعالى عنه. أبي هريرة
[ ص: 539 ] قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرفعه: . "إن المؤمن عندي بمنزلة كل خير يحمدني وأنا أنزع نفسه من بين جنبيه"
حديث حسن رواته من أهل الصدق. أخرجه في مسنده وهو من الأحاديث الإلهية، وقد أفردها جمع بالجمع - والله الموفق - . البزار