باب الإسفار والتغليس بالفجر
حدثنا الربيع قال أخبرنا قال أخبرنا الشافعي سفيان عن محمد بن عجلان عن عاصم بن عمر بن قتادة عن عن محمود بن لبيد أن رسول الله قال { رافع بن خديج } أو قال للأجر أخبرنا أسفروا بالصبح فإن ذلك أعظم لأجوركم الربيع قال أخبرنا قال أخبرنا الشافعي سفيان عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت كن نساء من المؤمنات يصلين مع النبي وهن متلفعات بمروطهن ثم يرجعن إلى أهلهن ما يعرفهن أحد من الغلس قال وروى عن النبي ما يوافق هذا وروى مثله زيد بن ثابت أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم ( قال وسهل بن سعد الساعدي ) فقلنا إذا انقطع الشك في الفجر الآخر وبان معترضا فالتغليس بالصبح أحب إلينا ، وقال بعض الناس الشافعي أحب إلينا قال وروي حديثان مختلفان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذنا بأحدهما وذكر حديث الإسفار بالفجر وقال أخذنا به لأنه كان أرفق بالناس قال وقال لي أرأيت إن كانا مختلفين فلم صرت إلى التغليس ؟ قلت : لأن التغليس أولاهما بمعنى كتاب الله وأثبتهما عند أهل الحديث وأشبههما بحمل سنن النبي صلى الله عليه وسلم وأعرفهما عند أهل العلم قال فاذكر ذلك قلت قال الله [ ص: 634 ] تعالى { رافع بن خديج حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى } فذهبنا إلى أنها الصبح وكان أقل ما في الصبح إن لم تكن هي أن تكون مما أمرنا بالمحافظة عليه فلما دلت السنة ولم يختلف أحد أن علمنا أن مؤدي الفجر إذا بان معترضا فقد جاز أن يصلي الصبح أولى بالمحافظة عليها من مؤخرها وقال رسول الله { الصلاة في أول وقتها } { أول الوقت رضوان الله } ورسول الله لا يؤثر على رضوان الله ولا على أفضل الأعمال شيئا ( قال وسئل رسول الله أي الأعمال أفضل ؟ فقال الصلاة في أول وقتها ) ولم يختلف أهل العلم في امرئ أراد التقرب إلى الله بشيء يتعجله مبادرة ما لا يخلو منه الآدميون من النسيان والشغل ومقدم الصلاة أشد فيها تمكنا من مؤخرها وكانت الصلاة المقدمة من أعلى أعمال بني الشافعي آدم وأمرنا بالتغليس بها لما وصفنا قال فأبن أن حديثك الذي ذهبت إليه أثبتهما قلت حديث عائشة وثالث معهما عن النبي صلى الله عليه وسلم بالتغليس أثبت من حديث وزيد بن ثابت وحده في أمره بالإسفار فإن رسول الله لا يأمر بأن تصلى صلاة في وقت ويصليها في غيره ( قال رافع بن خديج ) وأثبت الحجج وأولاها ما ذكرنا من أمر الله بالمحافظة على الصلوات ثم قول رسول الله { الشافعي } وقوله إذ { أول الوقت رضوان الله } قال فقال فيخالف حديث سئل أي الأعمال أفضل ؟ قال الصلاة في أول وقتها حديثكم في التغليس قلت إن خالفه فالحجة في أخذنا بحديثنا ما وصفت وقد يحتمل أن لا يخالفه بأن يكون الله أمرنا بالمحافظة على الصلاة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { رافع بن خديج } فلعل من الناس من سمعه فقدم الصلاة قبل أن يتبين الفجر فأمرهم أن يسفروا حتى يتبين الفجر الآخر فلا يكون معنى حديث إن ذلك أفضل الأعمال وإنه رضوان الله ما أردت من الإسفار ولا يكون حديثه مخالفا حديثنا قال فما ظاهر حديث رافع ؟ قلت الأمر بالإسفار لا بالتغليس وإذا احتمل أن يكون موافقا للأحاديث كان أولى بنا أن لا ننسبه إلى الاختلاف وإن كان مخالفا فالحجة في تركنا إياه بحديثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما وصفت من الدلائل معه . رافع