فأما الأعراب فلا بأس به قل أو كثر ، وكذلك استماع الشعر أخبرنا استماع الحداء ونشيد عن ابن عيينة { إبراهيم بن ميسرة عمرو بن الشريد عن أبيه قال أردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء ؟ قلت : نعم قال : هيه فأنشدته بيتا . فقال : هيه فأنشدته حتى بلغت مائة بيت } . عن
( قال ) رحمه الله تعالى : وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحداء ، والرجز ، وأمر الشافعي ابن رواحة في سفره فقال حرك القوم فاندفع يرتجز { بني تميم معهم حاد فأمرهم أن يحدوا ، وقال إن حادينا وني من آخر الليل قالوا يا رسول الله نحن أول العرب حداء بالإبل قال وكيف ذلك ؟ قالوا كانت العرب يغير بعضها على بعض فأغار رجل منا فاستاق إبلا فتبددت فغضب على غلامه فضربه بالعصا فأصاب يده فقال الغلام : وايداه ، وايداه قال فجعلت الإبل تجتمع قال فقال هكذا فافعل قال والنبي صلى الله عليه وسلم يضحك فقال ممن أنتم ؟ قالوا نحن من مضر فقال النبي صلى الله عليه وسلم ، ونحن من مضر } فانتسب تلك الليلة حتى بلغ في النسبة إلى ، وأدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ركبا من مضر
( قال ) رحمه الله تعالى فالحداء مثل الكلام ، والحديث المحسن باللفظ ، وإذا كان هذا هكذا في الشعر كان الشافعي أولى أن يكون محبوبا فقد روي عن [ ص: 227 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : { تحسين الصوت بذكر الله والقرآن } وأنه { ما أذن الله لشيء أذنه لنبي حسن الترنم بالقرآن عبد الله بن قيس يقرأ فقال لقد أوتي هذا من مزامير آل داود } سمع
( قال ) رحمه الله تعالى : ولا بأس بالقراءة بالألحان وتحسين الصوت بها بأي وجه ما كان ، وأحب ما يقرأ إلي حدرا وتحزينا الشافعي