881 - حدثنا محمد بن خزيمة قال : ثنا قال : حدثني محمد بن عبد الله الأنصاري عن محمد بن عمرو الليثي أبيه عن [ ص: 144 ] قال : كنا عند جده معاوية فأذن المؤذن فقال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : معاوية إذا سمعتم المؤذن يؤذن فقولوا مثل مقالته ، أو كما قال .
قال : فذهب قوم إلى هذه الآثار فقالوا : ينبغي لمن سمع الأذان أن يقول كما يقول المؤذن ، حتى يفرغ من أذانه . وخالفهم في ذلك آخرون فقالوا : ليس لقوله ( حي على الصلاة ، حي على الفلاح ) معنى ، لأن ذلك إنما يقول المؤذن ليدعو به الناس إلى الصلاة وإلى الفلاح . أبو جعفر
والسامع لا يقول ما يقول من ذلك على جهة دعاء الناس إلى ذلك إنما يقوله على جهة الذكر ، وليس هذا من الذكر . فينبغي له أن يجعل مكان ذلك ، ما قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الآثار الأخر وهو ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) . فكان من الحجة لهم في ذلك أنه قد يجوز أن يكون قوله " فقولوا مثل ما يقول " حتى يسكت ، أي فقولوا مثل ما ابتدأ به الأذان من التكبير والشهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله حتى يسكت . فيكون التكبير والشهادة هما المقصود إليهما بقوله ( مثل ما يقول ) وقد قصد إلى ذلك في حديث . أبي هريرة