[ ص: 79 ] الصواغين فنستعين به في وليمة عرسي، فبينا أنا أجمع لشارفي من الأقتاب والغرائر والحبال، وشارفاي مناخان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار، حتى جمعت ما جمعت، فإذا أنا بشارفي قد أجبت أسنمتها، وبقرت خواصرهما، وأخذ من أكبادهما، فلم أملك عيني حين رأيت المنظر، قلت: من فعل هذا؟ قالوا: فعله وهو في هذا البيت في شرب من حمزة بن عبد المطلب، الأنصار، عنده قينة وأصحابه، فقالت في غنائها:
ألا يا حمز للشرف النواء،
فوثب حمزة إلى السيف، فأجب أسنمتهما، وبقر خواصرهما، وأخذ من أكبادهما. قال علي: فانطلقت حتى أدخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وعنده وعرف النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي لقيت فقال: " زيد بن حارثة، حمزة على ناقتي، فأجب أسنمتهما، وبقر خواصرهما، وها هو ذا في بيت معه شرب، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بردائه، فارتدى ثم انطلق يمشي، واتبعته أنا ما لك ". قلت يا رسول الله، ما رأيت كاليوم، عدا حتى جاء البيت الذي فيه وزيد بن حارثة، حمزة، فاستأذن عليه فأذن له، فطفق النبي - صلى الله عليه وسلم - يلوم حمزة فيما فعل، فإذا حمزة ثمل محمرة عيناه، فنظر حمزة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم صعد النظر، فنظر إلى ركبته، ثم صعد النظر، فنظر إلى وجهه، ثم قال حمزة: وهل أنتم إلا عبيد لأبي فعرف النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ثمل، فنكص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عقبيه القهقرى، فخرج وخرجنا معه. [انظر: 2089- مسلم: 1979 - فتح: 7 \ 316] كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم