الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1920 129 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن عبد الله قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة عن nindex.php?page=showalam&ids=12196أبي يعفور ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11870أبي الضحى ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق ، عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها قالت : nindex.php?page=hadith&LINKID=651884كان النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=31001_1260_1271_32967_26779إذا دخل العشر شد مئزره وأحيى ليله وأيقظ أهله .
مطابقته للترجمة من حيث إن nindex.php?page=treesubj&link=26779_32967_1271شد المئزر وإحياء الليل وإيقاظ الأهل كلها من العمل في العشر الأواخر .
" ذكر رجاله " وهم ستة : الأول nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن عبد الله المعروف بابن المديني .
الثاني : nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة .
الثالث : أبو يعفور بفتح الياء آخر الحروف وسكون العين المهملة وضم الفاء وبالراء منصرفا اسمه عبد الرحمن بن عبيد البكائي العامري .
الرابع : nindex.php?page=showalam&ids=11870أبو الضحى مسلم بن صبيح مصغر الصبح .
الخامس : nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق بن الأجدع .
السادس : nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أم المؤمنين .
" ذكر لطائف إسناده " فيه nindex.php?page=treesubj&link=29140التحديث بصيغة الجمع في موضعين ، وفيه nindex.php?page=treesubj&link=29606_29140العنعنة في أربعة مواضع ، وفيه nindex.php?page=treesubj&link=29147_29140رواية التابعي عن التابعي ثلاثة في نسق واحد عن الصحابية ؛ وذلك لأن أبا يعفور تابعي صغير ولهم nindex.php?page=showalam&ids=12196أبو يعفور آخر اسمه وقدان تابعي كبير ، nindex.php?page=showalam&ids=17073ومسروق تابعي كبير ، وفيه عن سفيان عن nindex.php?page=showalam&ids=12196أبي يعفور ، وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد عن ابن عبيد بن نسطاس وهو nindex.php?page=showalam&ids=12196أبو يعفور لأنه عبد الرحمن بن عبيد كما ذكرنا ، وعبيد بن نسطاس ، وفيه اثنان مذكوران باسمهما من غير نسبة ، واثنان مذكوران بالكنى أحدهما : بيعفور وهو الظبي ، وقيل : الخشف ، والآخر بالضحى وهو فوق الضحوة وهو ارتفاع أول النهار ، وفيه أن شيخه بصري وسفيان مكي والبقية كوفيون .
" ذكر من أخرجه غيره " أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم أيضا في الصوم عن nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود في الصلاة عن nindex.php?page=showalam&ids=17206نصر بن علي ، وداود بن أمية ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي فيه وفي الاعتكاف عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ، وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه في الصوم عن عبد الله بن محمد الزهري .
" ذكر معناه " قوله : " إذا دخل العشر " أي : العشر الآخر وصرح به في حديث علي عند nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة ، قوله : " شد مئزره " أي : إزاره كقولهم : ملحفة ولحاف وهو كناية إما عن ترك الجماع ، وإما عن الاستعداد للعبادة والاجتهاد لها زائدا على ما هو عادته صلى الله تعالى عليه وسلم ، وإما عنهما كليهما معا ، ولا ينافي إرادة الحقيقة أيضا بأن شد مئزره ظاهرا أيضا ، وجزم nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عن nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري أن المراد به الاعتزال من النساء واستشهد بقول الشاعر :
قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم عن النساء ولو باتت بأطهار
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة عن nindex.php?page=showalam&ids=11948أبي بكر بن عياش نحوه ، وفي التلويح المئزر والإزار ما يأتزر به الرجل من أسفله ، وهو يذكر ويؤنث وهو كناية عن الجد والتشمير في العبادة .
وعن nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري أنه من ألطف الكنايات عن اعتزال النساء ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=11963القرطبي : وقد ذهب بعض أئمتنا إلى أنه عبارة عن الاعتكاف قال : وفيه بعد لقوله : " أيقظ أهله " وهذا يدل على أنه كان معهم في البيت وهو كان في حال اعتكافه في المسجد ، وما كان يخرج منه إلا لحاجة الإنسان على أنه يصح أن يوقظهن من موضعه من باب الخوخة التي كانت له إلى بيته في المسجد ، وقال صاحب التلويح : يحتمل أيضا أن يكون قوله : " يوقظ أهله " أي : المعتكفة معه في المسجد ، ويحتمل أن يوقظهن إذا دخل البيت لحاجته .
قوله : " وأحيى ليله " يعني باجتهاده في العشر الآخر من رمضان لاحتمال أن يكون الشهر إما تاما وإما ناقصا فإذا أحيى ليالي العشر كلها لم يفته منها شفع ولا وتر وقيل : لأن العشر آخر العمل فينبغي أن يحرص على تجويد الخاتمة ، ونسبة الإحياء إلى الليل مجاز فإذا سهر فيه للطاعة فكأنه أحياه لأن النوم أخو الموت ، ومنه قوله : " nindex.php?page=hadith&LINKID=30034لا تجعلوا بيوتكم قبورا " أي : لا تناموا فتكونوا كالأموات فتكون بيوتكم كالقبور قال شيخنا : وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة في الصحيح : إحياء الليل كله ، والظاهر والله أعلم معظم الليل بدليل قولها في الحديث الصحيح " ما علمته قام ليلة حتى الصباح " وقال النووي : وقولها : " أحيى الليل " أي استغرقه بالسهر في الصلاة وغيرها قال : وفيه [ ص: 140 ] استحباب إحياء لياليه بالعبادات قال : وأما قول أصحابنا : يكره قيام الليل فمعناه الدوام عليه ولم يقولوا بكراهة ليلة وليلتين والعشر ، ولهذا اتفقوا على استحباب nindex.php?page=treesubj&link=32858إحياء ليلتي العيد وغير ذلك .
قوله : " وأيقظ أهله " أي : للصلاة والعبادة وروى nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من حديث علي رضي الله تعالى عنه " nindex.php?page=hadith&LINKID=663095أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان " وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وروى أيضا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : " nindex.php?page=hadith&LINKID=663096كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها " وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وروى محمد بن نصر من حديث زينب بنت سلمة : " nindex.php?page=hadith&LINKID=887267لم يكن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم إذا بقي من رمضان عشرة أيام يدع أحدا من أهله يطيق القيام إلا أقامه " .