[ ص: 6 ] (الثالثة) قد قال الأحاديث المروية بهذه الشريطة لم يبلغ عددها عشرة آلاف حديث وقد خالفا شرطهما فقد أخرجا في الصحيحين حديث الحاكم رضي الله تعالى عنه: عمر بن الخطاب ولا يصح إلا فردا كما سيأتي إن شاء الله تعالى وحديث "إنما الأعمال بالنيات" المسيب بن حزن والد في وفاة سعيد بن المسيب أبي طالب ولم يرو عنه غير ابنه سعيد وأخرج حديث مسلم عن حميد بن هلال أبي رفاعة العدوي ولم يرو عنه غير وقال حميد، وأخرج ابن الصلاح: حديث البخاري عن الحسن البصري عمرو بن ثعلب: " لم يرو عنه غير إني لأعطي الرجل والذي أدع أحب إلي" الحسن قلت: فقد روى عنه أيضا الحكم بن الأعرج نص عليه وأخرج أيضا حديث ابن أبي حاتم، عن قيس بن أبي حازم مرداس الأسلمي: ولم يرو عنه غير "يذهب الصالحون الأول فالأول" قيس قلت: فقد روى عنه أيضا كما ذكره زياد بن علاقة وأخرج ابن أبي حاتم، حديث مسلم عبد الله بن الصامت عن ولم يرو عنه غير عبد الله قلت: ففي الغيلانيات من حديث رافع بن عمرو الغفاري ثنا سليمان بن المغيرة ابن حكم الغفاري حدثني جدي عن فذكر حديثا، وأخرج حديث رافع بن عمرو عن أبي بردة الأغر المزني (إنه ليغان على قلبي) ولم يرو عنه غير قلت: قد ذكر أبي بردة العسكري أن رضي الله تعالى عنهما روى عنه أيضا وروى عنه ابن عمر أيضا، وفي معرفة الصحابة معاوية بن قرة لابن قانع قال عن ثابت البناني: الأغر أغر مزينة وأغرب من قول قول الحاكم الميانشي في (إيضاح ما لا يسع المحدث جهله) شرطهما في صحيحيهما ألا يدخلا فيه إلا ما صح عندهما وذلك ما رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنان من الصحابة فصاعدا وما نقله عن كل واحد من الصحابة أربعة من التابعين فأكثر وأن يكون عن كل واحد من التابعين أكثر من أربعة.
والظاهر أن شرطهما اتصال الإسناد بنقل الثقة عن الثقة من مبتداه إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة.
(الرابعة) جملة ما فيه من الأحاديث المسندة سبعة آلاف ومائتان وخمسة وسبعون حديثا بالأحاديث المكررة وبحذفها نحو أربعة آلاف حديث، وقال أبو حفص عمر بن عبد المجيد الميانشي: الذي اشتمل عليه كتاب من الأحاديث سبعة آلاف وستمائة ونيف قال: واشتمل كتابه وكتاب البخاري على ألف حديث ومائتي حديث من الأحكام فروت عائشة رضي الله تعالى عنها من جملة الكتاب مائتين ونيفا وسبعين حديثا لم تخرج غير الأحكام منها إلا يسيرا قال مسلم فحمل عنها ربع الشريعة ومن الغريب ما في كتاب الجهر بالبسملة الحاكم: لابن سعد إسماعيل بن أبي القاسم البوشنجي نقل عن أنه صنف كتابا أورد فيه مائة ألف حديث صحيح. البخاري
(الخامسة) فهرست أبواب الكتاب ذكرها مفصلة الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي بإسناده عن فقال: عدد أحاديث صحيح الحموي رحمه الله بدء الوحي سبعة أحاديث، الإيمان خمسون، العلم خمسة وسبعون، الوضوء مائة وتسعة أحاديث، غسل الجنابة ثلاثة وأربعون، الحيض سبعة وثلاثون، التيمم خمسة عشر، فرض الصلاة حديثان، الصلاة في الثياب تسعة وثلاثون، القبلة ثلاثة عشر، المساجد ستة وثلاثون، سترة المصلي ثلاثون، مواقيت الصلاة خمسة وسبعون، الأذان ثمانية وعشرون، فضل صلاة الجماعة وإقامتها أربعون، الإمامة أربعون، إقامة الصفوف ثمانية عشر، افتتاح الصلاة ثمانية وعشرون، القراءة ثلاثون، الركوع والسجود والتشهد اثنان وخمسون، انقضاء الصلاة سبعة عشر، اجتناب أكل الثوم خمسة أحاديث. البخاري
صلاة النساء والصبيان خمسة عشر، الجمعة خمسة وستون، صلاة الخوف ستة أحاديث، العيد أربعون، الوتر خمسة عشر، الاستسقاء خمسة وثلاثون، الكسوف خمسة وعشرون، سجود القرآن أربعة عشر، القصر ستة وثلاثون، الاستخارة ثمانية، التحريض على قيام الليل أحد وأربعون، النوافل ثمانية عشر، الصلاة بمسجد مكة تسعة، العمل في الصلاة ستة وعشرون، السهو أربعة عشر، الجنائز مائة وأربعة وخمسون، الزكاة مائة وثلاثة عشر، صدقة الفطر عشرة، الحج مائتان وأربعون، العمرة اثنان وثلاثون، الإحصار أربعون، جزاء الصيد أربعون، الصوم ستة وستون، ليلة القدر عشرة، قيام رمضان ستة، الاعتكاف عشرون، البيوع مائة واحد وتسعون، السلم تسعة عشر، الشفعة ثلاثة أحاديث، الإجارة أربعة وعشرون، الحوالة ثلاثون، الكفالة ثمانية أحاديث، الوكالة سبعة عشر، المزارعة والشرب تسعة وعشرون، الاستقراض وأداء الديون خمسة وعشرون، الأشخاص ثلاثة عشر، الملازمة حديثان، اللقطة خمسة عشر، المظالم والغصب أحد وأربعون.
[ ص: 7 ] الشركة اثنان وسبعون، الرهن تسعة أحاديث، العتق أحد وعشرون، المكاتب ستة، الهبة تسعة وستون، الشهادات ثمانية وخمسون، الصلح اثنان وعشرون، الشروط أربعة وعشرون، الوصايا أحد وأربعون، الجهاد والسير مائتان وخمسة وخمسون، بقية الجهاد أيضا اثنان وأربعون، فرض الخمس ثمانية وخمسون، الجزية والموادعة ثلاثة وستون، بدء الخلق مائتان وحديثان، الأنباء والمغازي أربعمائة وثمانية وعشرون، جزاء الآخر بعد المغازي مائة وثمانية وثلاثون، التفسير خمسمائة وأربعون، فضائل القرآن أحد وثمانون، النكاح والطلاق مائتان وأربعة وأربعون، النفقات اثنان وعشرون، الأطعمة سبعون، العقيقة أحد عشر، الصيد والذبائح وغيره تسعون، الأضاحي ثلاثون.
الأشربة خمسة وستون، الطب تسعة وسبعون، اللباس مائة وعشرون، المرضى أحد وأربعون، اللباس أيضا مائة، الأدب مائتان وستة وخمسون، الاستئذان سبعة وسبعون، الدعوات ستة وسبعون، ومن الدعوات ثلاثون، الرقاق مائة، الحوض ستة عشر، الجنة والنار سبعة وخمسون، القدر ثمانية وعشرون، الأيمان والنذر أحد وثلاثون، كفارة اليمين خمسة عشر، الفرائض خمس وأربعون، الحدود ثلاثون، المحاربون اثنان وخمسون، الديات أربعة وخمسون، استتابة المرتدين عشرون، الإكراه ثلاثة عشر، ترك الحيل ثلاثة وعشرون، التعبير ستون، الفتن ثمانون، الأحكام اثنان وثمانون، الأمان اثنان وعشرون، إجازة خبر الواحد تسعة عشر، الاعتصام ستة وتسعون، التوحيد وعظمة الرب سبحانه وتعالى وغير ذلك إلى آخر الكتاب مائة وسبعون.
(السادسة) جملة من حدث عنه في صحيحه خمس طبقات (الأولى) لم يقع حديثهم إلا كما وقع من طريقه إليهم منهم البخاري حدث عنه عن محمد بن عبد الله الأنصاري عن حميد ومنهم أنس، مكي بن إبراهيم، حدث عنهما عن وأبو عاصم النبيل عن يزيد بن أبي عبيد ومنهم سلمة بن الأكوع، حدث عنه عن عبيد الله بن موسى معروف عن عن أبي الطفيل، علي وحدث عنه عن هشام بن عروة، وهما تابعيان ومنهم وإسماعيل بن أبي خالد، حدث عنه عن أبو نعيم الأعمش تابعي، ومنهم والأعمش حدث عنه عن علي بن عياش عن حريز بن عثمان عبد الله بن بشر الصحابي هؤلاء وأشباههم الطبقة الأولى، وكأن سمع البخاري مالكا والثوري وغيرهم فإنهم حدثوا عن هؤلاء وطبقتهم. وشعبة
(الثانية) من مشايخه قوم حدثوا عن أئمة حدثوا عن التابعين وهم شيوخه الذين روى عنهم عن ابن جريج ومالك وابن أبي ذئب وابن عيينة بالحجاز، وشعيب وطبقتهما والأوزاعي بالشام والثوري وشعبة، وحماد وهما وأبو عوانة، بالعراق والليث ويعقوب بن عبد الرحمن بمصر، وفي هذه الطبقة كثرة.
(الثالثة) قوم حدثوا عن قوم أدرك زمانهم وأمكنه لقياهم لكنه لم يسمع منهم كيزيد بن هارون وعبد الرزاق.
(الرابعة) قوم في طبقته حدث عنهم عن مشايخه كأبي حاتم محمد بن إدريس الرازي حدث عنه في صحيحه، ولم ينسبه عن يحيى بن صالح.
(الخامسة) قوم حدث عنهم وهم أصغر منه في الإسناد والسن والوفاة والمعرفة منهم عبد الله بن حماد الآملي وحسين القباني وغيرهما ولا بد من الوقوف على هذا لأن من لا معرفة له يظن أن إذا حدث عن البخاري مكي، عن عن يزيد بن أبي عبيد، سلمة ثم حدث في موضع آخر عن عن بكر بن مضر، عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، يزيد بن أبي عبيد الله، عن سلمة أن الإسناد الأول سقط منه شيء وإنما يحدث في موضع عاليا وفي موضع نازلا فقد حدث في مواضع كثيرة جدا عن رجل، عن وفي موضع عن مالك، عن عبد الله بن محمد المسندي عن معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري مالك.
وحدث في مواضع عن رجل، عن وحدث في مواضع عن ثلاثة عن شعبة منها حديثه عن شعبة حماد بن حميد، عن عن أبيه، عن عبيد الله بن معاذ، وحدث في مواضع عن رجل، عن شعبة وحدث في مواضع عن ثلاثة عنه فحدث عن الثوري، أحمد بن عمر، عن ابن أبي النضر عن عن عبيد الله الأشجعي، وأعجب من هذا كله أن الثوري، أصغر من عبد الله ابن المبارك مالك، وسفيان ومتأخر الوفاة، وحدث وشعبة عن جماعة من أصحابه عنه، وتأخرت وفاتهم ثم حدث عن البخاري سعيد بن مروان، عن محمد بن عبد العزيز عن أبي رزمة عن أبي صالح سلمويه، عن فقس على هذا أمثاله وقد حدث عبد الله بن المبارك عن قوم خارج الصحيح، وحدث عن رجل عنهم في الصحيح [ ص: 8 ] منهم البخاري أحمد بن منيع، وداود بن رشيد وحدث عن قوم في الصحيح وحدث عن آخرين عنهم منهم أبو نعيم، وأبو عاصم، والأنصاري وأحمد بن صالح، وأحمد بن حنبل، فإذا رأيت مثل هذا فأصله ما ذكرنا وقد روي عن ويحيى بن معين "لا يكون المحدث محدثا كاملا حتى يكتب عمن هو فوقه وعمن هو مثله وعمن هو دونه". البخاري:
(السابعة) في الصحيح جماعة جرحهم بعض المتقدمين وهو محمول على أنه لم يثبت جرحهم بشرطه فإن مبين السبب عند الجمهور، ومثل ذلك الجرح لا يثبت إلا مفسرا ابن الصلاح بعكرمة وإسماعيل بن أبي أويس، وعاصم بن علي، وعمرو بن مرزوق، وغيرهم قال: واحتج مسلم بسويد بن سعيد وجماعة ممن اشتهر الطعن فيهم، قال: وذلك دال على أنهم ذهبوا إلى أن الجرح لا يقبل إلا إذا فسر سببه قلت: قد فسر الجرح في هؤلاء أما فقال عكرمة رضي الله تعالى عنهما ابن عمر لا تكذب علي كما كذب لنافع: على عكرمة رضي الله تعالى عنهما، وكذبه ابن عباس مجاهد، وابن سيرين، وقال ومالك، يرى رأي الخوارج الصفرية، وقال أحمد: يرى رأي نجدة ويقال كان يرى السيف والجمهور وثقوه واحتجوا به ولعله لم يكن داعية. ابن المديني:
وأما فإنه أقر على نفسه بالوضع كما حكاه إسماعيل بن أبي أويس عن النسائي سلمة بن شعيب عنه، وقال لا يساوي فلسين هو وأبوه يسرقان الحديث، وقال ابن معين: النضر بن سلمة المروزي فيما حكاه عنه: كذاب كان يحدث عن الدولابي بمسائل مالك وأما ابن وهب، فقال عاصم بن علي لا شيء، وقال غيره: كذاب ابن كذاب، وأما ابن معين: فصدقه وصدق أباه، وأما أحمد عمرو بن مرزوق فنسبه إلى الكذب، وأما أبو الوليد الطيالسي فصدقه وصدق أباه فوثقه، وأما أبو حاتم فمعروف بالتلقين، وقال سويد بن سعيد كذاب ساقط وقال ابن معين: سمعت أبو داود: يحيى يقول: هو حلال الدم وقد طعن في كتابه المسمى بالاستدراكات والتتبع على الدارقطني البخاري في مائتي حديث فيهما ومسلم ولأبي مسعود الدمشقي عليهما استدراك، وكذا لأبي علي الغساني في تقييده.
(الثامنة) في الفرق بين الاعتبار والمتابعة والشاهد وقد أكثر من ذكر المتابعة فإذا روى البخاري حماد مثلا حديثا عن عن أيوب، عن ابن سيرين، عن النبي صلى الله عليه وسلم نظرنا هل تابعه ثقة فرواه عن أبي هريرة، فإن لم نجد ثقة غير أيوب عن أيوب، فثقة غيره عن ابن سيرين عن ابن سيرين، وإلا فصحابي غير أبي هريرة، عن النبي عليه السلام فأي ذلك وجد علم أن له أصلا يرجع إليه، وإلا فلا فهذا النظر هو الاعتبار. أبي هريرة،
وأما المتابعة فأن يرويه عن غير أيوب حماد أو عن غير ابن سيرين أو عن أيوب، غير أبي هريرة أو عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم غير ابن سيرين، فكل نوع من هذه يسمى متابعة. أبي هريرة
وأما الشاهد فأن يروى حديث آخر بمعناه وتسمى المتابعة شاهدا ولا ينعكس فإذا قالوا في مثل هذا تفرد به أو أبو هريرة، أو ابن سيرين، أو أيوب، حماد كان مشعرا بانتفاء وجوه المتابعات كلها فيه، ويدخل في المتابعة والاستشهاد رواية بعض الضعفاء، وفي الصحيح جماعة منهم ذكروا في المتابعات والشواهد، ولا يصلح لذاك كل ضعيف ولهذا يقول وغيره: فلان يعتبر به وفلان لا يعتبر به مثال المتابع والشاهد حديث الدارقطني عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء، رضي الله تعالى عنهما أنه عليه الصلاة والسلام قال: ابن عباس ورواه "لو أخذوا إهابها فدبغوه فانتفعوا به" عن ابن جريج عمرو، عن بدون الدباغ تابع عطاء عمرو فرواه عن أسامة بن زيد عن عطاء، أنه عليه الصلاة والسلام قال: ابن عباس وشاهده حديث "ألا نزعتم جلدها فدبغتموه فانتفعتم به" عبد الرحمن بن وعلة، عن رفعه: ابن عباس "أيما إهاب دبغ فقد طهر" يأتي بالمتابعة ظاهرا كقوله في مثل هذا تابعه فالبخاري عن مالك، أي تابع أيوب مالك حمادا فرواه عن كرواية أيوب حماد فالضمير في تابعه يعود إلى حماد، وتارة يقول: تابعه ولا يزيد فيحتاج إذن إلى معرفة طبقات الرواة ومراتبهم. مالك