القول في الهمز وكيف جعلا محققا ورد أو مسهلا
أي: هذا القول في بيان والمراد بالأحكام هو ما سيذكره في الباب من هيئة الهمزة؛ هل هي نقطة أو عين، ولونها هل هي صفراء أو حمراء، وموضعها إن لم تكن لها صورة في المصحف، وامتحان موضعها ومحلها من صورتها إن كانت لها صورة في المصحف، ولوازم تغييرها من مد وغيره، وقوله: و: "كيف جعلا" من عطف الخاص على العام؛ إذ هو داخل في الأحكام; لأنه محتل لهيئة الهمزة ولونها، وكرره مع دخوله فيما قبله اعتناء به لكثرته بالنسبة إلى غيره من أحكام الباب، وقوله: "محققا أو مسهلا" حالان من ضمير ورد العائد على الهمز، ومراده بالتسهيل التخفيف على أي وجه كان، لا التسهيل بين بين فقط، وهذا الباب يلزم مزيد الاعتناء به؛ لكونه أعظم أبواب هذا النظم تنويعا، وأكثرها تأصيلا وتفريعا، وأدقها تعليلا وتوجيها، وأحوجها بيانا وتنبيها، ثم قال: أحكام الهمز،فضبط ما حقق بالصفراء نقط وما سهل بالحمراء
"تنبيه": لم يذكر الناظم والذي عندهم أن المحققة تحرك كسائر الحروف، وأما المخففة فإن سهلت بين بين فلا تحرك؛ إذ حركتها غير خالصة، ولا فرق في عدم تحريكها بين: حكم حركة الهمزة، أأنبئكم وباب: "أإفكا"، وغيرهما على المختار المعمول به، وكذلك لا تحرك المبدلة حرف مد، وأما المبدلة حرفا محركا نحو: ليلا ، و: مؤجلا عند ورش فقيل: تحرك، وقيل: لا تحرك، والعمل على تحريكها، وقول الناظم "نقط" خبر عن قوله: "ضبط" وقوله: "بالصفراء" هو في الأصل نعت ل: "نقط" لكنه لما قدم عليه رجع حالا، "وما سهل" مبتدأ على حذف مضاف؛ أي: ونقط ما سهل، وخبره محذوف تقديره نقط، و: "بالحمراء" نعت ل: "نقط" المحذوف،