وعن أبي داود أدبارهم ثم بغير الرعد أعناقهم
والمنصف الأدبار فيه مطلقا وفيه أعناقهم قد أطلقا
ثم أخبر في البيت الثاني عن صاحب: "المنصف"، بحذف ألف: "الأدبار"، مطلقا. وأعناقهم، المضاف إلى ضمير الغائبين مطلقا أي: من غير تقييد لهما بما تقدم لأبي داود.
أما "أدبارهم" المقيد بالإضافة إلى ضمير الغائبين ففي "الأنفال": لأبي داود يضربون وجوههم وأدبارهم وهو متعدد، واحترز بقيد المجاور لضمير الغائبين عن الخالي عنه نحو: ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار في الأحزاب، ولئن نصروهم ليولن الأدبار في الحشر ، وأما: ولا ترتدوا على أدباركم ، في "العقود"، فخارج عن الترجمة، وكان حق الناظم أن يذكر "الأدبار"، الواقع في: "الأحزاب"، و: "الحشر"; لأنه نص في "التنزيل" على حذف ألفهما. لأبي داود:
وأما " أعناقهم"، المقيد بغير "الرعد" ففي الشعراء: لأبي داود فظلت أعناقهم لها خاضعين وهو متعدد، واحترز بقيد المجاور للضمير عن الخالي عنه نحو: فاضربوا فوق الأعناق ، فطفق مسحا بالسوق والأعناق ، وبقيد غير الرعد من الواقع فيها، وهو: وأولئك الأغلال في أعناقهم .
وأما "الأدبار" المطلق بالحذف لصاحب: "المنصف"، فيشمل ما تقدم من الأمثلة المحترز عنها وغيرها ويشمل: وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ، في آل عمران و: فنردها على أدبارها بالنساء: ولا ترتدوا على أدباركم في المائدة.
وأما "أعناقهم" المطلق لصاحب: "المنصف"، بالحذف أيضا، فيشمل الواقع في: "الرعد"، وغيره مما هو مضاف إلى ضمير الغائبين، والعمل عندنا على الحذف في: "الأدبار" حيث وقع في القرآن سواء كان مقترنا بأل أم مضافا، وعلى الحذف في: "أعناقهم" حيث وقع بقيد إضافته إلى ضمير الغائبين.
وأما: "الأعناق"، بأل فالعمل على إثباته.