بادت وغير آيهن مع البلى ... إلا رواكد جمرهن هباء
ومشجج أما سواء قذاله
... فبدا وغير ساره المعزاء
لأنه قال: "إلا رواكد"؛ كان المعنى: "بها رواكد"؛ فحمل "ومشجج"؛ على المعنى؛ وقد قرئت: "وحورا عينا"؛ بالنصب؛ على الحمل على المعنى أيضا؛ لأن المعنى: "يعطون هذه الأشياء؛ يعطون حورا عينا"؛ إلا أن هذه القراءة تخالف المصحف الذي هو الإمام؛ وأهل العلم يكرهون أن يقرأ بما يخالف الإمام؛ ومعنى "الحور": الشديدات البياض؛ و"العين": الكبيرات العيون؛ حسانها؛ ومعنى كأمثال اللؤلؤ المكنون ؛ أي: كأمثال الدر حين يخرج من صدفه وكنه؛ لم يغيره الزمان واختلاف أحوال الاستعمال؛ وإنما يعني بقوله: كأمثال اللؤلؤ ؛ أي: في صفائهن؛ وتلألئهن؛ كصفاء الدر وتلألئه.