بسم الله الرحمن الرحيم
قال : يقال هذه هود فاعلم بغير تنوين على أنه اسم للسورة لأنك لو سميت امرأة بزيد لم تصرف هذا قول أبو جعفر الخليل وسيبويه وعيسى يقول هذه هود فاعلم بالتنوين على أنه اسم للسورة وكذلك لو سمى امرأة بزيد لأنه لما سكن وسطه خف فصرف فإن أردت الحذف صرفت على قول الجميع فقلت هذه هود فاعلم تريد هذه سورة هود قال والدليل على هذا أنك تقول هذه الرحمن فلولا أنك تريد سورة الرحمن ما قلت هذه ( سيبويه كتاب ) بمعنى هذا كتاب ( أحكمت آياته ) في موضع رفع نعت لكتاب وأحسن ما قيل في معنى أحكمت جعلت محكمة كلها لا خلل فيها ولا باطل وفي ( ثم فصلت ) آياته جعلت متفرقة ليتدبر ( من لدن ) في موضع خفض إلا أنها مبنية على السكون لأنها غير متمكنة وما بعدها مخفوض بالإضافة وحكى لدن غدوة يا هذا لما كان يقال لد كما أنشد سيبويه : سيبويه
[ ص: 272 ]
من لد شول فالى اتلائها
صارت النون مثلها في عشرين فنصبت ما بعدها ( حكيم ) أي في أفعاله ( خبير ) أي بمصالح خلقه .