فيه خمسة أجوبة فمن أحسنها أن المعنى لولا كتاب من الله سبق بأنه يغفر الصغائر لمن اجتنب الكبائر لعذبكم ، وقيل : المعنى لولا كتاب من الله نزل ، وهو القرآن فآمنتم به فاستحققتم العفو والصفح لعذبكم ، وقيل : المعنى لولا أن الله جل وعز كتب ألا يعذب إلا بعد الإنذار والتقدم لعذبكم ، وقيل : لولا أن الله جل وعز كتب أنه سيحل لكم المغانم لعذبكم والجواب الخامس أن المعنى لولا أن الله جل وعز كتب أنه يغفر لأهل بدر ما تقدم من ذنوبهم وما تأخر لعذبكم ومعنى ( لولا ) في اللغة امتناع شيء لوقوع شيء و ( كتاب ) مرفوع بالابتداء و ( سبق ) في موضع النعت له ولا يكون خبرا لأنه لا يجوز أن يؤتى بخبر لما ارتفع بعد لولا بالابتداء هذا قول والتقدير لولا كتاب من الله سبق تدارككم ( سيبويه لمسكم ) والأصل فيها فعل ثم أدغمت ويجوز الإظهار كما قال :
مهلا أعاذل قد جربت من خلقي أني أجود لأقوام وإن ضننوا
( فيما أخذتم ) أدغمت الذال في التاء لأن المهموس أخف ويجوز الإظهار هنا .