قال ربي يعلم القول في السماء والأرض وهو السميع العليم الضمير الفاعل لـ "قال "؛ يعود على النبي - صلى الله عليه وسلم -; لأنه المذكور قبل ذلك؛ إذ هو الرسول الأخير الذي خاطب المشركين؛ وأسروا له النجوى؛ وخرجوا إليه بالطعن فيه؛ وصرف الذين اتبعوه عنه؛ فهو يبين في هذا أن الذي يأتمرون به من نجوى أو جهر يعلمه الله؛ وهو في معنى التفويض إليه - سبحانه -; لأنه رسوله الذي [ ص: 4829 ] أرسله؛ وكل كيد له هو لتعويق الرسالة؛ فهو حافظه؛ وكالئه؛ وهو الذي يحمي الذين اتبعوه عن فتنة القول الذي يدبره هؤلاء المشركون.
"قال ربي "؛ الذي أرسلني؛ ويقوم على حماية رسالتي؛ يعلم القول في السماء والأرض والقول يشمل السر؛ والجهر؛ وهو يفيد عموم علم الله (تعالى) لكل قول؛ خفي أو جهير؛ في سر؛ أو في علن؛ وهو راد كيدهم في نحورهم؛ ومبطل تدبيرهم؛ وذكر السماء والأرض لعموم علمه بكل قول؛ سواء أكان من ملك كريم؛ أم كان من شيطان رجيم؛ فهو - سبحانه وتعالى - لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء؛ وختم - سبحانه وتعالى - الآية بوصفه - سبحانه - بوصف الكمال؛ بقوله (تعالى): وهو السميع العليم أي أنه يعلم الأقوال كلها؛ جهرها وسرها؛ وهو محيط بعلمه بكل شيء؛ وذكر "السميع "؛ لأن موضوع العلم في الآية القول الذي دبروا به كيدهم؛ وما كيدهم إلا في ضلال؛ وقال (تعالى) - عما دبروا من قول يصدون به من آمنوا عن سبيل الحق -: