وقد ذكر سبحانه سبب ذلك العذاب فقال:
ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين .
الإشارة إلى الغضب من الله تعالى الذي ينزل بهم، والعذاب العظيم يحل بهم بسبب أنهم استحبوا الحياة الدنيا استحبوا، أي: طلبوا حبها، فاستغرقت نفوسهم، ولم يفكروا في غيرها، وآثروها على الآخرة، فابتغوها بأي ثمن يقدم، ورضوا بأن يحطوا على هوى المشركين، ولو أغضبوا رب العالمين، وذكر الله سبحانه وتعالى سببا ثانيا غير استحباب الدنيا وإيثارها على الآخرة وذلك السبب أشار إليه سبحانه وتعالى بقوله: وأن الله لا يهدي القوم الكافرين وذلك أنهم [ ص: 4279 ] ساروا في طريق واستمروا في حياة اللهو والعبث وأغواهم الشيطان، حتى سد كل مسالك الهداية إلى قلبه، فكفر بأنعم الله، وأنكرها بعد معرفتها، ولم يشكر، والله لا يهدي القوم الكافرين، فقوله تعالى: وأن الله لا يهدي القوم الكافرين تومئ إلى كل هذا، سبحانه وتعالى وتقدست كلماته، وأعجز بيانه.