قال في "المقتبس ": سمعت الوزير يقول في قوله تعالى: ابن الجوزي قل لا تقسموا طاعة معروفة قال: وقع لي فيها ثلاثة أوجه:
أحدها: أن المعنى: لا تقسموا واخرجوا من غير قسم، فيكون المحرك لكم إلى الخروج الأمر لا القسم، فإن من خرج لأجل قسمه ليس كمن خرج لأمر ربه .
والثاني: أن المعنى: نحن نعلم ما في قلوبكم، وهل أنتم على عزم الموافقة [ ص: 36 ] للرسول في الخروج؟ فالقسم هاهنا: إعلام منكم لنا بما في قلوبكم . وهذا يدل منكم على أنكم ما علمتم أن الله يطلع على ما في القلوب .
والثالث: أنكم ما أقسمتم إلا وأنتم تظنون أنا نتهمكم، ولولا أنكم في محل تهمة ما ظننتم ذلك فيكم . وبهذا المعنى وقع فقال: المتنبي
وفي يمينك ما أنت واعده ما دل أنك في الميعاد متهم .