[ ص: 230 ] وسئل شيخ الإسلام قدس الله روحه عن طائفة من المتفقرة ويروون في ذلك حديثا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { يدعون أن للقرآن باطنا وأن لذلك الباطن باطنا إلى سبعة أبطن للقرآن باطن وللباطن باطن إلى سبعة أبطن } ويفسرون القرآن بغير المعروف عن الصحابة والتابعين والأئمة من الفقهاء ويزعمون أن عليا قال : لو شئت لأوقرت من تفسير فاتحة الكتاب كذا وكذا حمل جمل ويقولون : إنما هو من علمنا إذ هو اللدني .
ويقولون كلاما معناه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خص كل قوم بما يصلح لهم فإنه أمر قوما بالإمساك وقوما بالإنفاق وقوما بالكسب وقوما بترك الكسب . ويقولون : إن هذا ذكرته أشياخنا في " العوارف " وغيره من كتب المحققين وربما ذكروا أن [ ص: 231 ] حذيفة كان يعلم أسماء المنافقين خصه بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وبحديث { أبي هريرة حفظت جرابين } .
ويروون كلاما عن أبي سعيد الخراز أنه قال : للعارفين خزائن أودعوها علوما غريبة يتكلمون فيها بلسان الأبدية يخبرون عنها بلسان الأزلية ويقولون : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { إن من العلم كهيئة المخزون لا يعلمه إلا العلماء بالله فإذا نطقوا به لم ينكره إلا أهل الغرة بالله } . فهل ما ادعوه صحيحا أم لا ؟ .
فسيدي يبين لنا مقالاتهم ; فإن المملوك وقف على كلام لبعض العلماء ذكر فيه أن الواحدي قال : ألف كتابا سماه " حقائق التفسير " إن صح عنه فقد كفر ووقفت على هذا الكتاب فوجدت كلام هذه الطائفة منه أو ما شابهه فما رأي سيدي في ذلك ؟ أبو عبد الرحمن السلمي للقرآن باطن } الحديث يفسرونه على ما يرونه من أذواقهم ومواجيدهم المردودة شرعا ؟ أفتونا مأجورين . وهل صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : {
[ ص: 257 ]