[ ص: 221 ] فصل وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أولياء الله تعالى على أن الذين ليسوا بأنبياء وقد رتب الله عباده السعداء المنعم عليهم " أربع مراتب " فقال تعالى : { الأنبياء أفضل من الأولياء ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا } .
وفي الحديث : " { ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبي بكر } محمد صلى الله عليه وسلم . وأفضل الأمم أمة
قال تعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس } وقال تعالى : { ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا } وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي في المسند " { } وأفضل أمة أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله محمد صلى الله عليه وسلم القرن الأول .
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه أنه قال : [ ص: 222 ] " { } وهذا ثابت في الصحيحين من غير وجه . خير القرون القرن الذي بعثت فيه ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
وفي الصحيحين أيضا عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " { } . لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه
قال تعالى : { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار أفضل من سائر الصحابة لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى } وقال تعالى : { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه } والسابقون الأولون الذين أنفقوا من قبل الفتح وقاتلوا والمراد بالفتح صلح الحديبية فإنه كان أول فتح مكة وفيه { إنا فتحنا لك فتحا مبينا } { ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر } فقالوا يا رسول الله أوفتح هو قال : نعم } . أنزل الله تعالى {
وأفضلهم وأفضل السابقين الأولين " الخلفاء الأربعة " أبو بكر ثم عمر وهذا هو المعروف عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة الأمة وجماهيرها وقد دلت على ذلك دلائل بسطناها في " منهاج [ ص: 223 ] أهل السنة النبوية في نقض كلام أهل الشيعة والقدرية " .
وبالجملة اتفقت طوائف السنة والشيعة على أن أفضل هذه الأمة بعد نبيها واحد من الخلفاء ولا يكون من بعد الصحابة أفضل من الصحابة أعظمهم معرفة بما جاء به الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم واتباعا له وأفضل أولياء الله تعالى كالصحابة الذين هم أكمل الأمة في معرفة دينه واتباعه وأبو بكر الصديق أكمل معرفة بما جاء به وعملا به فهو أفضل أولياء الله إذ كانت أمة محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الأمم وأفضلها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وأفضلهم أبو بكر .