قوله تعالى: وما كان المؤمنون لينفروا كافة آية 122
[10115] حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، ثنا حجاج، عن ، ابن جريج وعثمان بن عطاء ، عن ، عن عطاء الخراساني قوله: ابن عباس انفروا خفافا وثقالا وقوله: إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما فنسخ هؤلاء الآيات وما كان المؤمنون لينفروا كافة يقول: لتنفر طائفة, ولتمكث طائفة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[10116] حدثنا ، ثنا أبي أبو صالح ، ثنا معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن قوله: ابن عباس وما كان المؤمنون لينفروا كافة يعني: ما كان المؤمنون لينفروا جميعا، ويتركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة وحده.
[ ص: 1910 ] [10117] حدثنا الحسن بن أبي الربيع الجرجاني ، ثنا ، ثنا أبي قال: سمعت وهب بن جرير عبد الله بن عبيد بن عمير في قوله: وما كان المؤمنون لينفروا كافة إلى آخر الآية قال: كان المؤمنون لحرصهم على الجهاد إذا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة في رقة من الناس، فأنزل الله عز وجل وما كان المؤمنون لينفروا كافة أمروا إذا بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية أن تخرج طائفة وتقيم طائفة فيحفظ المقيمون على الذين خرجوا ما أنزل الله من القرآن، وما يسن من السنن، فإذا رجعوا إلى إخوانهم أخبروهم بذلك، وإذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتخلف عنه أحد إلا بإذن، أو عذر.
قوله تعالى: كافة
[10118] حدثنا أبو زرعة ، ثنا منجاب، أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن ، عن الضحاك قوله: ابن عباس كافة يقول: جميعا, وروي عن ، أبي العالية ، والربيع بن أنس ، وعكرمة ، والضحاك ، وقتادة ، والسدي نحو ذلك. ومقاتل بن حيان
قوله تعالى: فلولا
[10119] حدثنا ابن أبي موسى ، ثنا هارون بن حاتم، ثنا عبد الرحمن بن أبي حماد، ثنا أسباط ، عن ، عن السدي أبي مالك وكل ما في القرآن فلولا فهو فهلا، إلا حرفين: في يونس فلولا كانت قرية آمنت والآخر: فلولا كان من القرون من قبلكم
قوله تعالى: فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة
[10120] حدثنا ، ثنا أبي أبو صالح ، ثنا معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن قوله: ابن عباس فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة يعني: عصبة السرايا ولا يتسروا إلا بإذنه.
[10121] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا ثنا شبابة، عن ورقاء، ، عن ابن أبي نجيح قوله: مجاهد فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ناس من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم خرجوا في البوادي, فأصابوا من الناس معروفا، ومن [ ص: 1911 ] الخصب ما ينتفعون به، ودعوا من وجدوا من الناس إلى الهدى, فقال لهم الناس: ما نراكم إلا تركتم أصحابكم وجئتمونا، فوجدوا في أنفسهم من ذلك تحرجا، وأقبلوا من البادية كلهم, حتى دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم, فقال الله عز وجل: فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة خرج بعض وقعد بعض, يبتغون الخير، ليتفقهوا ويسمعوا ما في الناس، وما أنزل بعدهم.
[10122] أخبرنا محمد بن سعد -فيما كتب إلي-، ثنا أبي، ثنا عمي الحسين ، عن أبيه، عن جده، عن قوله: ابن عباس فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم قال: كان ينطلق من كل حي من العرب عصابة, فيأتون النبي صلى الله عليه وسلم، فيسألونه عما يريدونه من أمر دينهم، ويتفقهون في دينهم، ويقولون للنبي صلى الله عليه وسلم: ما تأمرنا أن نفعله؟ وأخبرنا بما نقوله لعشائرنا إذا انطلقنا إليهم؟ قال: فيأمرهم نبي الله صلى الله عليه وسلم بطاعة الله وطاعة رسوله ويبعثهم إلى قومهم على الصلاة والزكاة, وكانوا إذا أتوا قومهم نادوا: من أسلم فهو منا، وينذرونهم حتى إن الرجل ليفارق أباه وأمه.
[10123] حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، ثنا الحسين بن علي ، ثنا عامر بن الفرات، عن أسباط ، عن قوله: السدي فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم قال: أقبلت أعراب هذيل، وأصابهم الجوع واستعانوا بتمر المدينة، وأظهروا الإسلام ودخلوا، فقال عتبة بن مسعود أخو عبد الله بن مسعود له: أشعرت أنه قدم منا ألف أهل بيت أسلموا جميعا؟ فقال عبد الله : والله لوددت أنه لم يبق منهم, فكانوا يفخرون على المؤمنين ويقولون: نحن أسلمنا طائعين بغير قتال، وأنتم قاتلتم فنحن خير منكم، فآذوا المؤمنين فأنزل الله فيهم يخبرهم بأمرهم فقال: وما كان المؤمنون لينفروا كافة يقول: جميعا فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة يقول: من كل بطن منهم طائفة, فأتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فسمعوا كلامه, ثم رجعوا فأخبروهم الخبر، فما جئتم على بصيرة، ولكن إنما جئتم من أجل الطعام.
قوله تعالى: طائفة
[10124] حدثنا ، ثنا أبي أبو صالح ، ثنا معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن قوله: ابن عباس طائفة يعني: عصبة.
[ ص: 1912 ] والوجه الثاني:
[10125] حدثنا ثنا أبو سعيد الأشج، ، عن وكيع , عن سفيان , عن ابن أبي نجيح قال: الطائفة: رجل. مجاهد
قوله تعالى: ليتفقهوا في الدين
[10126] حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، ثنا عن حجاج بن محمد، ، ابن جريج وعثمان بن عطاء , عن ، عن عطاء الخراساني في قوله: ابن عباس فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين يقول: " لتنفر طائفة, ولتمكث طائفة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, فالماكثون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هم الذين يتفقهون في الدين وينذرون إخوانهم إذا رجعوا إليهم من الغزو لعلهم يحذرون
[10127] حدثنا ، ثنا أبي أبو صالح ، ثنا معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن قوله: ابن عباس فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين يعني: السرايا فإذا رجعت السرايا، وقد نزل بعدهم قرآن، تعلمه القاعدون مع النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله قد أنزل على نبيكم بعدكم قرآنا، وقد تعلمنا سرايا آخرين. فذلك قوله تعالى: ليتفقهوا في الدين يقول: ليتعلموا ما أنزل الله على نبيهم ويعلموا السرايا إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون
[10128] حدثنا ، ثنا أبي محمد بن عبد الأعلى، ثنا محمد بن ثور، عن ، عن معمر الحسن من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين قال: ليتفقه الذين خرجوا بما يريهم الله من الظهور على المشركين والنصر، وينذروا قومهم.
قوله تعالى: ولينذروا قومهم
[10129] حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، ثنا عن حجاج بن محمد، ، ابن جريج وعثمان بن عطاء , عن ، عن عطاء الخراساني في قوله: ابن عباس ولينذروا قومهم ينذرون إخوانهم.
[10130] حدثنا ، ثنا أبي أبو صالح ، ثنا معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن قوله: ابن عباس ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم يعلموه السرايا.
[10131] أخبرنا محمد بن سعد العوفي -فيما كتب إلي-، ثنا أبي، ثنا عمي الحسين ، عن أبيه، عن جده، عن قوله: ابن عباس ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم قال: ينذرون قومهم إذا رجعوا إليهم يدعونهم إلى الإسلام، وينذرونهم النار ويبشرونهم الجنة.
[ ص: 1913 ] والوجه الثاني:
[10132] حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا ثنا شبابة، عن ورقاء، ، عن ابن أبي نجيح قوله: مجاهد ولينذروا قومهم قال: الناس كلهم.
قوله تعالى: إذا رجعوا إليهم
[10133] حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، ثنا عن حجاج بن محمد، ، ابن جريج وعثمان بن عطاء الخراساني ، عن قوله: ابن عباس إذا رجعوا إليهم قال: من الغزو.
قوله تعالى: لعلهم يحذرون
[10134] وبه عن ابن عباس لعلهم يحذرون ما نزل من بعدهم من قضاء الله، وكتابه، وحدوده.
[10135] حدثنا ، ثنا أبي أبو صالح ، ثنا معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن قوله: ابن عباس وما كان المؤمنون لينفروا كافة فإنها ليست في الجهاد, ولكن لما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على مضر بالسنين، أجدبت بلادهم فكانت القبيلة منهم تقبل بأسرها حتى يحلوا بالمدينة من الجهد، ويعتلوا بالإسلام وهم كاذبون، فضيقوا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأجهدوهم فأنزل الله جل ثناؤه يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عشائرهم, وحذر قومهم أن يفعلوا فعلهم فذلك قوله: ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون