سورة ن وتسمى سورة القلم
مقصودها إظهار ما استتر، وبيان ما أبهم في آية "فستعلمون من هو في ضلال مبين" بتعيين المهتدي الذي برهن على هدايته حيازته العلم الذي هو النور الأعظم الذي لا يضل بمصاحبته بتقبل القرآن والتخلق بالفرقان الذي هو صفة الرحمن بقدر الإمكان الذي تصل إليه قوة الإنسان، وأدل ما فيها على هذا الغرض " ن " وكذا و " القلم " فلذا سميت بكل منهما، وبالكلام على كل منهما يعرف ذلك، وحاصله أن النون مبين محيط في بيانه كما يحيط ضوء الشمس بما يظهره [ ص: 273 ] وكما تحيط الدواة بمدادها بآية ما دل عليه بمخرجه وصفاته، واستقر الكلام الواقع فيها وفي المعاني التي اشتركت في لفظه، وأمات القلم فإبانته للمعارف أمر لا ينكر " بسم الله " الذي له الإحاطة الكاملة فهو على كل شيء قدير لأنه بكل شيء عليم " الرحمن " الذي عمت نعمة إيجاده لأهل معاده البريء منهم والسقيم " الرحيم " الذي أتم تلك النعمة على من وفقه لطاعته فألزمه الصراط المستقيم.