ولما أوقفهم بما خيلهم به ، أحماهم لأنفسهم فقال ملقيا لجلباب الأنفة لما قهره من سلطان المعجزة : يريد أن يخرجكم من أرضكم أي : هذه التي هي قوامكم بسحره أي : بسبب ما أتى به منه ، فإنه يوجب استتباع الناس فيتمكن مما يريد [بهم]; ثم قال لقومه -الذين كان يزعم أنهم عبيده وأنه إلههم- ما دل على أنه خارت قواه ، [ ص: 30 ] فحط عن منكبيه كبرياء الربوبية ، وارتعدت فرائصه حتى جعل نفسه مأمورا بعد أن كان يدعي كونه آمرا بل إلها قادرا : فماذا تأمرون أي : في مدافعته عما يريد بنا .