ولما أخبر تعالى عن ذرء جهنم من القبلتين، تشوف السامع إلى معرفة حال الباقين منهما، فقال مصرحا بالخبر عنهم عاطفا على ولقد ذرأنا مشيرا بمن التبعيضية إلى قتلهم تصديقا لقوله: وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين وممن خلقنا أي: بما لنا من العظمة أمة أي: جماعة عرفت من هو أهل لأن يؤم ويهتدى به فقصدته فاقتبست من أنواره فصارت هي أهلا لأن تقصد ويؤتم بها.
[ولما] أفهم لفظ الأمة هذا صرح به في قوله: يهدون بالحق أي: الثابت الذي يطابقه الواقع وبه أي: الحق خاصة يعدلون [ ص: 178 ] أي: يجعلون الأمور متعادلة، لا زيادة في شيء منها على ما ينبغي ولا نقص، لأنا وفقناهم فكشفنا عن بصائرهم حجاب الغفلة التي ألزمناها أولئك، قال أكثر المفسرين: هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ورواه بعضهم عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبهم الأمر بعد تعيين قوم موسى عليه السلام تعظيما لهم.