ولما ظهر بهذا أن مثل الكلب الذي اكتسب من ممثوله من السوء والقذارة ما لا يعلمه حق علمه إلا الله تعالى مثل المكذبين بالآيات، أنتج ذلك قوله تأكيدا لذمهم وزجرهم: ساء مثلا القوم أي: مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا أي: فلو لم يكن عليهم درك في فعلهم أن لا تنزل هذا المثل عليهم لكان أعظم زاجرا له أدنى مروءة؛ لأنهم نزلوا عما [ ص: 162 ] لمن يتبعها من العظمة إلى ما ظهر بهذا المثل من الخسة، فكيف وهم يضرون أنفسهم بذلك ولا يضرون إلا إياها، وذلك معنى قوله: وأنفسهم أي: خاصة كانوا يظلمون أي: كان ذلك في طبعهم جبلة لهم، لا يقدر غير الله على تغييره.