ثم فسر ما أجمل من هذا الوعيد بقوله: لأقطعن أيديكم أي: اليمنى مثلا وأرجلكم أي: اليسرى، ولذلك فسره بقوله: من خلاف أي: يخالف الطرف [ ص: 32 ] - الذي تقطع منه اليد - الطرف الذي تقطع منه الرجل.
ولما كان مقصود هذه السورة الإنذار، فذكر فيها ما وقع لموسى عليه السلام والسحرة على وجه يهول ذكر ما كان من أمر فرعون على وجه يقرب من ذلك، فعبر بحرف التراخي لأن فيه - مع الإطناب الذي يكون شاغلا لأصحابه عما أدهشهم مما رأوه - تعظيما لأمر الصلب. فيكون أرهب للسحرة ولمن تزلزل بهم من قومه فقال: ثم لأصلبنكم أي: أعلقنكم ممدودة أيديكم لتصيروا على هيئة الصليب، أو حتى يتقاطر صليبكم وهو الدهن الذي فيكم أجمعين أي: لا أترك منكم أحدا لأجعلكم نكالا لغيركم.