فصل إتيانه بالشهادتين ( و ) وتوبة مرتد ( إتيانه بالشهادتين ) أي : قوله : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن توبة ( كل كافر ) من كتابي وغيره محمدا رسول الله ، أو عبده ورسوله لحديث { ابن مسعود } رواه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الكنيسة فإذا هو بيهودي يقرأ عليهم التوراة فقرأ حتى إذا أتى على صفة النبي صلى الله عليه وسلم وأمته فقال : هذه صفتك وصفة أمتك أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لوا أخاكم ولحديث { أحمد محمدا رسول الله } وإذا ثبت بهما إسلام الكافر الأصلي فكذا المرتد ولا يلزم من جعل الإسلام اسما للخمسة في حديث " أخبرني عن الإسلام " أن لا يكون مسلما إلا بفعل الجميع لجواز أن يعرف الشارع حقيقة ويجعل بعض أجزائها بمنزلتها في الحكم ففرق بين النظر في الشيء من حيث بيان حقيقته والنظر فيه من حيث معرفة ما يجزئ منه ( مع إقرار ) مرتد ( جاحد لفرض أو ) جاحد ل ( تحليل ) حلال [ ص: 400 ] ( أو ) جاحد ( لتحريم ) حرام مجمع عليهما كما تقدم ( أو ) جاحد ( نبي ) من الأنبياء ( أو ) جاحد ( كتاب ) من كتب الله تعالى ( أو ) جاحد ملك أو جاحد ( رسالة أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد صلى الله عليه وسلم إلى غير العرب بما جحده ) من ذلك لأن كفره بجحده من حيث التكذيب فلا بد من إتيانه بما يدل على رجوعه عنه .
( أو فهو توبة أيضا للمرتد ولكل كافر وإن لم يأت بالشهادتين لأنه إذا أخبر عن نفسه بما تضمن الشهادتين كان مخبرا بهما ) وعن قوله أنا مسلم المقداد أنه قال { } وعن : يا رسول الله أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار فقاتلني فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها ثم لاذ مني بشجرة فقال : أسلمت ، أفأقتله يا رسول الله بعد أن قالها ؟ قال : لا تقتله فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قالها قال : { عمران بن حصين بني عقيل فأتوا به النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد إني مسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو كنت قلت وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح } رواهما أصاب المسلمون رجلا من . قال في المغني : ويحتمل أن هذا في الكافر الأصلي أو من جحد الوحدانية أما من كفر بجحد نبي أو كتاب أو فريضة ونحو هذا فلا يصير مسلما بذلك لأنه ربما اعتقد أن الإسلام ما هو عليه فإن أهل البدع كلهم يعتقدون أنهم هم المسلمون ومنهم من هو كافر ( ولا يغني مسلم محمد رسول الله عن كلمة التوحيد ) أي : أشهد أن لا إله إلا الله ( ولو من مقر به ) أي : التوحيد . لأن الشهادة بأن قوله ) أي الكافر ( محمدا رسول الله لا تتضمن الشهادة بالتوحيد كعكسه فلا يكفي لا إله إلا الله وأما قوله صلى الله عليه وسلم { } فالأظهر أنها كناية عن الشهادتين جمعا بين الأخبار قل : لا إله إلا الله كلمة ، أشهد لك بها عند الله