يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها إنما أنت منذر من يخشاها كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها
أي: يسألك المتعنتون المكذبون بالبعث عن الساعة متى وقوعها و أيان مرساها فأجابهم الله بقوله: فيم أنت من ذكراها أي: ما الفائدة لك ولهم في ذكرها ومعرفة وقت مجيئها؟ فليس تحت ذلك نتيجة، ولهذا لما كان علم العباد للساعة ليس لهم فيه مصلحة دينية ولا دنيوية، بل المصلحة في [ ص: 1936 ] إخفائه عليهم، طوى علم ذلك عن جميع الخلق، واستأثر بعلمه فقال: إلى ربك منتهاها أي: إليه ينتهي علمها، كما قال في الآية الأخرى: يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون . إنما أنت منذر من يخشاها أي: إنما نذارتك نفعها لمن يخشى مجيء الساعة، ويخاف الوقوف بين يدي الله، فهم الذين لا يهمهم إلا الاستعداد لها والعمل لأجلها. وأما من لم يؤمن بها، فلا يبالي به ولا بتعنته، لأنه تعنت مبني على التكذيب والعناد ، وإذا وصل إلى هذه الحال، كان الإجابة عنه عبثا، ينزه أحكم الحاكمين عنه.
تمت والحمد لله رب العالمين.