ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل
ولو شاء الله ; أي : عدم إشراكهم حسبما هو القاعدة المستمرة في حذف مفعول المشيئة من وقوعها شرطا ، وكون مفعولها مضمون الجزاء .
ما أشركوا وهذا دليل على أنه تعالى لا يريد إيمان الكافر ، لكن لا بمعنى أنه تعالى يمنعه عنه مع توجهه إليه ، بل بمعنى أنه تعالى لا يريده منه ، لعدم صرف اختياره الجزئي نحو الإيمان ، وإصراره على الكفر ، والجملة اعتراض مؤكد للإعراض .
وكذا قوله تعالى : وما جعلناك عليهم حفيظا ; أي : رقيبا مهيمنا من قبلنا تحفظ عليهم أعمالهم .
وكذا قوله تعالى : وما أنت عليهم بوكيل من جهتهم تقوم بأمورهم وتدبر مصالحهم ، و" عليهم " في الموضعين متعلق بما بعده قدم عليه للاهتمام به ، أو لرعاية الفواصل .